نام کتاب : المذاهب الأدبية في الشعر الحديث لجنوب المملكة العربية السعودية نویسنده : علي علي صبح جلد : 1 صفحه : 210
إنني اليوم لا أروم خيالًا ... فالخيال مشتت الأفياء
بل أقول بدافع من شعور ... حيوي متوّج بالرجاء
هل لنا اليوم في المعالي شباب ... مستجيب بعزة ووفاء
يحملون الأعباء غرًّا كرامًا ... في مراقي شريعة سمحاء
فالبدار البدار يا أمة المجد ... ننادي بوحدة وإخاء
واصرخي في بنيك أحفاد سعد ... والمثنى وخالد العلياء
ففخار الشعوب بالمثل ... الأعلى بجيل مثقف شرفاء
لهموا غاية منار الثريا ... دون أدنى مرامها البناء
بارك الله في شباب تساموا ... للمعالي وللبنا والفداء
وارتقوا في مشارف المثل العليا ... وكانوا أشاوش الهيجاء
يصور الشاعر مدى التقدم العلمي الحضاري الحديث، الذي وصل فيه العلماء إلى الفضاء، وغزوا معالم الأرجاء، ثم يوجّه شباب أمته أن يواصلوا الدأب والكفاح في سبيل تحصيل العلوم، لكي تعيش الأمة الإسلامية كريمة لترقى مشارف الكرماء، ولتبني حضارتها بقوة لا تبالي أحدًا، ولا تتخذ مبادئ الضعفاء منهجًا وسلوكًا، لا يتحمَّلون هذه الأعباء كرامًا، ليرتقوا بها في ظلال شريعة سمحاء، كان سعد وخالد والمثنى -رضي الله عنهم- المثل الأعلى لهذا الجبل المثقف الذي كان دائمًا يسمو للمعالي والبناء والتضحية والفداء.
والشاعر هنا قد مزج بين شِقَيّ الحضارة العلمية المادية والفكرية الأخلاقية، فحثَّ الشباب على سباق الزمن، لكي يصلوا إلى ما وصل إليه الغرب من تقدم في مجال الصناعة العلمية، التي تمَّ بها غزو الفضاء، ولا يصلح هذا التقدم إلَّا في ظلال الحضارة الأخلاقية والقيم الفاضلة التي هي جوهر شريعة الإسلام، والتي جعلت من قوادها مثلًا أعلى يقتدى بهم في كل عصر وجيل؛ لأن الحضارة العلمية المادية وحدها لا تنفع، ولا ترقى بالأمة، بل لا بد من مؤازرة الحضارة الأخلاقية والمثالية لتهذب النفس واستقامتها على الجادَّة في بناء الحياة وتقدمها، وإرسائها على أساس قوي متين من الحضارة الإنسانية النافعة.
واهتمَّ الشاعر كثيرًا في شعره بإبراز الحضارة الأخلاقية التشريعية التي جاء بها الإسلام، فهي الركن السامي، والجادِّ في بناء الحضارة المادية الصناعية والزراعية، وذلك في قصيدته "تحية مؤتمر الفقه الإسلامي" الذي دعت إليه جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، المنعقد في الفترة من [1]/ 11/ 1396هـ إلى 18/ 11/ 1396هـ، ليشيد بعلماء الإسلام وفقهائه ومحدثيه والدعوة إلى الاقتداء بهم منهجًا وهدفًا وتضامنًا1: [1] على درب الجهاد: 47/ 53.
نام کتاب : المذاهب الأدبية في الشعر الحديث لجنوب المملكة العربية السعودية نویسنده : علي علي صبح جلد : 1 صفحه : 210