responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المذاهب الأدبية في الشعر الحديث لجنوب المملكة العربية السعودية نویسنده : علي علي صبح    جلد : 1  صفحه : 212
تلك هي القيم الأخلاقية والروحية التي تعد أساسًا في بناء الحضارة في أيِّ عصر وفي كل جيل، وليس هذا فحسب، فحضارة الإسلام أيضًا تقوم على ذلك النظام الاقتصادي الإسلامي المادي الفريد في منهجه وممارسته لهذا الاقتصاد، الذي تولَّى تنظيمه وتوضيحه الفقه التشريعي، على نحوٍ لا مثيل له في المذاهب الاقتصادية الحديثة من اشتراكية ورأسمالية.
فالفقه الإسلامي أرسى قواعد النظام الاقتصادي المادي في كتاب المعاملات على النحو الآتي:
اهتمَّ بموضوع المقاييس الصحيحة في تحديد القيم العليا ليجعلها أساسًا للتفاضل بين الناس، وهي الأخلاق وحسن الأعمال لا الأموال والعقارات، قال تعالى: {إِنَّ أَكْرِمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقَاكُمْ} ولو كان التفاضل وبلوغ المنزلة السامية عند الله بكثرة الأموال لتحوَّلت البشرية إلى وحوش ضارية يفترس فيها القوي الضعيف بلا مبالاة؛ لأن ذلك شريعة، ... ولكن الله لطيف بعباده.
أقرت الشريعة الإسلامية أنَّ المسلم مستخلف على هذا المال وأمين عليه، وموظَّف فيه من قِبَل الله -عز وجل، الذي جعل مهمته على المال المستخلف عليه هي التنمية والإنفاق، لا الكنز ولا الاحتكار.
اهتمَّ بالمصادر التي يكتسب فيها العبد المال، فحثَّ على أن تكون مصادر طيبة أحلها الله -سبحانه وتعالى- وشرَّعها لعباده، وحرَّم المصادر الخبيثة والكسب الحرام {كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ} ، {وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُوا فَرِيقًا مِنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالْإِثْمِ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} .
وفرض الله على المسلمين في أموالهم حقوقًا واجبة مثل حق النفقة على الزوجة والأولاد والآباء والأمهات، والنفقة على الأقارب، وحق الزكاة وحق الإنفاق في سبيل الله.
أقام نظامًا تشريعيًّا فقهيًّا عادلًا في العقود والمعاملات حتى لا يتظالم الناس، فوضع الأصول والقواعد والشروط والواجبات في أبوابه المختلفة من بيع وشراء وهبة وإجارة وإعارة وإحياء مواضت وزراعة، وشركة ومضاربة، وقرض وسلم، وخيار ووصية وغيرها من أبواب المعاملات في الفقه الإسلامي.
كما نظم عملية الإنتاج والعمل، ونظَّم السوق والحركة الاقتصادية فيه من وضوح السلعة، وضبط الأسعار، والوفاء بالكيل والميزان، وغير ذلك لمن أراد أن يستزيد.
وبهذا يتضح لنا أن الفقه الإسلامي في باب العقود والمعاملات يحمل بين طياته النظام الاقتصادي الإسلامي الذي يبني الحضارة المادية، ويسمو بالأمة الإسلامية حضاريًّا، لا من

نام کتاب : المذاهب الأدبية في الشعر الحديث لجنوب المملكة العربية السعودية نویسنده : علي علي صبح    جلد : 1  صفحه : 212
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست