responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المذاهب الأدبية في الشعر الحديث لجنوب المملكة العربية السعودية نویسنده : علي علي صبح    جلد : 1  صفحه : 222
ثانيًا: الألفاظ والأساليب
زاهر الألمعي شاعر من شعراء التجديد المحافظ الذين يتخذون العمود الشعري منهجًا وطريقًا في شعرهم، فيحافظ زاهر مثلهم على الأوزان الخليلية، ويحافظ على القافية الواحدة، التي يلتزمها في القصيدة كلها، وتراه لا يخرج عن ذلك في شعره، فلا يعرف الشعر الحر، ولا شعر التفعيلة، ولا الموشَّحات، ولا المقطعات، ولا غيرها، مما يخرج عن العمود الشعري القديم في الوزن والبحر والقافية، والأمثلة على ذلك شعره كله في ديوانه.
وكذلك الشاعر يحافظ على العمود العربي في الألفاظ والأساليب وبناء التراكيب، فينتقي من الألفاظ ما هو جزل قوي وعذب ينساب إلى الشعر في قوة واقتدار، ويقيم الأسلوب بإحكام ودقة، بلا تعقيد ولا ألغاز، بل تجد المعاني ساحرة، والأفكار واضحة مكشوفة لا تحتاج إلى كبير عناء في تحصيلها، ولا إلى مشقة في الوصول إلى الغرض منها، ولذلك كان شعره واضحًا لدرجة أنَّ الرفاعي حكم عليه بالخطابية، ومن صفات الخطبة أن تكون واضحة، تصل إلى السامع في يسر وسهولة، ولذلك كان من أهم خصائص الأسلوب عنده:
الأولى: جزالة الألفاظ وإحكام التراكيب، وسبك الأسلوب مع وضوح الدلالة على المعنى والغرض بلا جهد أو أدنى تأمل، لا يحتاج معه القارئ إلى معجم يفسر الغموض في الألفاظ أو الأسلوب، والأمثلة على ذلك شعره كله، يقول في قصيدة "مواكب المجد"1:
يمضي الزمان وتخلد الأمجاد ... والمجد صرح بالجهاد يشاد
والمجد منطلق على درب الهدي ... تسمو به القادات والأجناد
تأبي الأشاوس أن تدين لغاصب ... أو أن يطوف عرينها مصطاد
هي كالجبال الراسيات شوامخ ... تهفو لها الأرواح والأجساد
وإذا التقى الجمعان كان قوة ... تعنو لها الأغوار والأنجاد
ويقول في قصيدته "عودي إلى درب الجهاد"2:
المسجد الأقصى وخفق حشاشتي ... منه ونبض تألمي وترنمي
ما بين نغمة شاعر إيمانه ... حبي ووثبة ثائر متجهم
لكنه جهاد عادل متطاول ... فتأهبي يا أمتي وتقدمي
في فيلق صاروخه عزماته ... بالله يقصف كالقضاء المبرم

الألمعيات: 63.
2 على درب الجهاد: 16/ 17.
نام کتاب : المذاهب الأدبية في الشعر الحديث لجنوب المملكة العربية السعودية نویسنده : علي علي صبح    جلد : 1  صفحه : 222
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست