نام کتاب : المذاهب الأدبية في الشعر الحديث لجنوب المملكة العربية السعودية نویسنده : علي علي صبح جلد : 1 صفحه : 226
الأرض، كما أن حجم دعوة الحق تملأ الفضاء وتسد الآفاق، وشتان بين الحجمين، سفينة كالذرة في الكون، ودعوة باتساع الكون كله.
وأما عنصر الشكل هنا في الصور، فتمتد فيه خيوط السفينة لترسم الغاية منها وهي الجانب المادي فقط لإسعاد الإنسان؛ حيث يبحث عن أرض جديدة بعد أن ضاقت عنه أرضه، وخاب ظن الذين يرون السعادة في الجانب المادي وحده، بل هي في الإسلام دعوة الحق لتكون الغاية منها هي الخلود والبقاء، وشتَّان بين الشكل المادي الزائل في سفينة الفضاء وبين الشكل الخالد والباقي في دعوة الحق في الإسلام.
ومن الصور الأدبية التي دبت فيها روح العصر قوله في القصيدة السابقة يحث المسلمين على التمسك بشريعتهم، فهي المعين الخالد الذي لا يفنى ولا يتبدل، بينما العلم الذي وصل إليه علماء الفضاء قد يتبدل ويتغير تبعًا لطبيعة العلوم التجريبية التي تختلف من عصر إلى عصر حسب حاجات الإنسان ومقتضياته، وظروف حاضره ومتطلباته، يقول1:
أيها المسلمون قد أصبح اليوم ... شعاعًا مبشرًا بالهناء
فارتقوا في معارج المجد وابنوا ... من صروح السلام نهج إخاء
وابتنوا في ذرى الأماجد صرحًا ... تعتلى فيه دوحة السعداء
تصعد القادة العظام وتزجي ... أممًا في مواكب العلياء
فترى العلم عندها بمكان ... لا ينال ببيعها والشراء
إن للعلم دولة لا تسامي ... قد حداها فطاحل العلماء
فانهلوا من معين عذب زلال ... لا تغيض فيوضه بالفناء
منهل يطوي الليالي ويبقى ... متعة للنفوس للنبلاء
يا رجال الإسلام أحيوا علومًا ... من تراث مهذب الآراء
جددوا في العلوم من كل فن ... واستنيروا بشرعة الأنبياء
سبقتنا إلى الفضاء شعوب ... واستطارت على ذرى الأرجاء
وغزى عالم الفضاء فدوَّى ... صوتها في مرابع الكبرياء
فبنو الشرق يفخرون بما قد ... حققوه من موجبات الرخاء
وبنو الغرب قد تباهوا بعلم ... سخروه في غزوهم للفضاء
شرعة الله أن نعيش كرامًا ... وبنور ترقى ذرى الكرماء
1 الألمعيات: 17/ 19.
نام کتاب : المذاهب الأدبية في الشعر الحديث لجنوب المملكة العربية السعودية نویسنده : علي علي صبح جلد : 1 صفحه : 226