نام کتاب : المقال وتطوره في الأدب المعاصر نویسنده : السيد مرسي أبو ذكري جلد : 1 صفحه : 154
الأفراح نصبوا السرادقات[1]، ورفعوا الأعلام، وأوقدوا الزينات، ومدوا الموائد، وجاءوا بالمغنين والمغنيات، واستكملوا أسباب المسرات. كل ذلك ليدخلوا بامرأة يعرفونها، خطبوها لأنها خلقت لتخطب، فإذا صارت في أيديهم أيامًا ملوا حديثها، وسئموا قربها، وراحوا يفتشون عن غيرها. فمثلهم كمثل الطفل المدلل يرى اللعبة، فيبكي لأبيه وأمه حتى يبتاعاها له. ثم لا يلبث أن يحطمها ويطرحها جانبًا، لياتيا له بغيرها. هذا عصر غارة شعواء، يشنها المجددون على شيعة الرأي القديم، وما ضرني، وقد اشتعل الرأس شيبًا، أن أتقدم صفوف الشباب، فإن لم أكن صاحب أمرهم، فما عليَّ أن أكون حامل رايتهم، فمن لي بصاحب "تحرير المرأة"[2] أن ينفض عنه تراب القبر، ويخرج إلى الأحياء ليرى مبلغ استفادتهم من رأيه، أما إنه لو فعل، ولن يفعل، وقرأ ما يكتبه قوم في إبقاء حجاب والتحكم على أمهات الأجيال الآتية، لكر راجعًا إلى مرقده، وأغمض عينيه حتى لا يرى، وأذنيه لكي لا يسمع، وأنشد قول الحكيم3:
ضجعة الموت رقدة يستريح الجسم فيها والعيش مثل السهاد"[4].
عدلي يكن من كبار الأدباء الداعين إلى الإصلاح -رغم تركيته- ففي مجال الإصلاح السياسي، دعا إلى القضاء على الخليفة عبد الحميد وأعوانه، وفي مجال الإصلاح الاجتماعي، دعا إلى التحرر من الرجعية والتزمت. [1] السرادقات: جمع سرادق وهو الخيمة. [2] تحرير المرأة: كتاب قاسم أمين.
3 هو أبو العلاء المعري. [4] راجع الصحائف السود ص10 وما بعدها.
نام کتاب : المقال وتطوره في الأدب المعاصر نویسنده : السيد مرسي أبو ذكري جلد : 1 صفحه : 154