responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المقال وتطوره في الأدب المعاصر نویسنده : السيد مرسي أبو ذكري    جلد : 1  صفحه : 289
وكان من أثر حركة التبشير أن اندفع هيكل إلى مقاومتها بطريقة مثلى فرضت عليه أن يبحث حياة محمد ومبادئه بحثًا علميا, ويعرضه على الناس في صورة رائعة، وثوب قشيب، يرضي المسلم وغيره، فبدأ يقرأ كتاب الكاتب الفرنسي "أميل درمنجم" عن حياة محمد، ونشر عنه بحثًا في السياسة الأسبوعية[1] فأقبل الناس عليه إقبالًا لا نظير له.
استمر محمد حسين هيكل أربعة أعوام يمحص حياة محمد وتعاليمه، فأزكى الثورة الأدبية والصحفية والدينية يقول هيكل: "ليقتحم أدبنا إذن ماضينا، وليقتحم هذا الماضي بأدوات البحث الأدبي وبأساليب الكتابة الحاضرة وليقتحم هذه الميادين غير هياب ولا متردد، وليقتحمها بروح الثورة التي اقتحم الأدب العربي تراث اليونان، وليقلب في هذا الماضي ما شاء له التقلب والتنقيب بروح البحث والتمحيص والحرص على الحق لوجه الحق وحده, الحق في أسمى صوره التي تلتمسه الإنسانية على الأجيال، فتكاد تلمسه أحيانًا حين يكشف عنه أنبياء الإنسانية وشعراؤها وكتابها، ثم لا يلبث أن يفلت من يدها لأول ما تقر بها المادة وتلهبها عن جادة هذا الحق الصحيح". وقال: "الحق الذي تقوم الحضارات على أساسه والذي يدعمه الأدب أسنة أقلام كبار الموهوبين من كتاب، هو الحق في صلة الإنسان بالوجود كله، بهذه الأقلام التي ترى، وبهذه السموات التي تغمرها، وبالروح الفياض بالضياء فالذي يحيط بذلك كله ويبعث إليه الحياة والنور، هذا الروح الذي لا نور ولا حياة ولا وجود من دونه، وصلة الإنسان بالوجود وبهذا الروح الذي ينتظم الوجود جميعًا، هي الحقيقة العليا التي يجب أن تكون مطمح كل باحث وكل كاتب2".
بهذا الأسلوب العلمي مضى هيكل يدافع عن الإسلام، ويرد حملات

[1] راجع: ملحق السياسة في 10 يونيو 1931، 16 فبراير، 19 مارس، 18، 19 إبريل و23 مايو 1933. سلسلة من المقالات بعنوان "حياة محمد" عرض ونقد لكتاب "درمنجم".
2 راجع: السياسة الأسبوعية الصادرة في 11 مايو 1929. وثورة الأدب ص218.
نام کتاب : المقال وتطوره في الأدب المعاصر نویسنده : السيد مرسي أبو ذكري    جلد : 1  صفحه : 289
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست