responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المقال وتطوره في الأدب المعاصر نویسنده : السيد مرسي أبو ذكري    جلد : 1  صفحه : 328
عنوانها: "المركب.... والبلاليص!! " جاء فيه: "يجلس الفقي أمام منزل شقيقته في الساحل المطل على النيل، تتعلق عيناه بهذا المراكب التي لا ينقطع انسيابها فوق صفحة الماء الهادئ المتلألئ بشمس الصعيد الحارة الواضحة القريبة جدا من الناس، ويسرح طرفه بعيدًا بعيدًا مع تلك الموجات المتحدية القادمة من الجنوب إلى الشمال تحمل الري والنماء. وكانت المراكب تتزود بالزاد قبل أن تطلق الشراع لرحلة الشمال تحمل معها هذه الأواني التي لا ينقطع سيلها أبدًا, البلاليص فهي تارة تحمل عسلًا أسود, وتارة تحمل مشّا أبيض, وتارة ملوحة حمراء, والعسل الأسود من قصب السكر, وكانت عملية ملء هذه المراكب بهذه البلاليص تشكل مهرجانًا في المركب بطريقة رائعة وبسيطة وسط أغان لا جدال أن ألحانها قديمة قدم هذا الشط وهذا الإنسان".
"وكان يحلو للفتى أن يقض كل وقته في هذا المكان يتصيد من فوق صفحة النيل نسماته المنعشة، وتتعلق عيناه بكل ما يرى وتدور في رأسه الذكريات والآمال تلو الآمال، فوالده الشيخ يذكر له أنه سافر القاهرة بحرًا على هذه المراكب ليدرس في الأزهر الشريف ويعود عالمًا من علماء الدين قبل أن تسير القطارات إلى هذه البلاد, وكثير من القصص عما رأى بابنه هذه المراكب في رحلاتهم إلى الشمال, وحديثهم عن البحر الكبير أكبر من النيل, الذي هو في نظر الفتى كبير كبير أكبر بكثير من القنوات والترع".
"وكان الفتى يأمل أن تحمله إحدى هذه المراكب يومًا معها ليرى حقيقة كل ما سمع ويشاهد بنفسه ما لم تصدقه أذنه من قبل، ومرت أيامه في أقصى الصعيد وجاء يوم الرحيل لاستكمال دراسته وسط معارضة قوية تخاف على الابن الوحيد وتراث والده والمندرة والتقاليد, وبقدرة سعادة الفتى بقرار استكمال تعليمه بقدر خيبة أمله في عدم السفر على ظهر إحدى هذه المراكب فالقطارات الآن كثيرة متعددة، وتقطع المسافة إلى القاهرة في يوم واحد بدلًا من أسبوعين أو ثلاثة بالمراكب والبلاليص".
"وفي القاهرة كان يحلو له أن يتوجه إلى روض الفرج حيث تصل مراكب الصعيد. وقد فوجئ بمرساة وميناء خاص لهذه المراكب، وكان

نام کتاب : المقال وتطوره في الأدب المعاصر نویسنده : السيد مرسي أبو ذكري    جلد : 1  صفحه : 328
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست