نام کتاب : المنازل والديار نویسنده : أسامة بن منقذ جلد : 1 صفحه : 2
ماذا أرجى بعد آل محرق ... درست منازلهم، وبعد إياد
أهل الخورنق والسدير وبارق ... والقصر ذي الشرفات من سنداد
جرت الرياح على محل ديارهم ... فكأنما كانوا على ميعاد
فإذا النعيم وكل ما يلهى به ... يوماً يصير إلى بلى ونفاد
ولقد غنوا فيها بأنعم عيشة ... في ظل ملك ثابت الأوتاد
وقال بشر بن أبي خازم:
أي المنازل بعد الحول تعترف ... أم هل صباك
وقد حكمت
منصرف؟!
أم ما بكاؤك في دار عهدت بها ... عهداً، فأخلف، أم في أيها تقف؟!
كأنها بعد عهد العاهدين بها ... من الذنوب وخرمى واحف صحف
(الذنوب، وخر ما واحف) : مواضع
أضحت خلاء قفاراً لا أنيس بها ... إلا الجوازي والظلمان تختلف
فأصبحوا بعد نعماهم بمبأسة ... والدهر يخدع أحياناً فينصرف
قوله: يخدع، أي يخالف ما تريد، يقال للرجل إذا وعد ثم أخلف: خدع، وإذا أطلع الضب رأسه ثم أدخله يقال: خدع الضب، وخدع الريق، إذا تغير وفسد، وخدعت السوق؛ إذا كسدت، وقوله: "فينصرف" أي ينقلب ويحول.
تبكي لهم أعين من شجو غيرهم ... وإن بكى لهم باك فقد لهفوا
(لهفوا) : أي الحق ذلك وقال ابن أبي طاهر:
يا منزلاً لعب الزمان بأهله ... طوراً يفرقهم، وطوراً يجمع
أين الذين عهدتهم بك مرة ... كان الزمان بهم يضر وينفع
أصبحت تفزع من رآك، وطالما ... كنا إليك من الحوادث نفزع
أيام لا أغشى لأهلك مربعاً ... إلا وفيه للمسرة مربع
لهفي عليك، لو أن لهفاً ينفع ... أو أن دهراً راحم من يجزع
ما كان ذاك العيش إلا خلسة ... خطفاً كرجع الطرف أو هو أسرع
وقلت:
يا ليت أن ديارنا كانت كذا ... طوراً تفرقنا وطوراً تجمع
لكنها درست وأوحشها الردى ... من أهلها فهي القفار البلقع
لا يرتجى لهم إياب جامع ... لشتاتهم حتى يضم المجمع
وقال عبد الله بن الزبعري في العاص بن وائل:
وأصبحت المنازل وهي قفر ... مخلاة عليهن القتام
كأن الناس بعدك نظم سلك ... تقطع لا يقوم له نظام
وقال المتنبي أبو الطيب أحمد بن الحسين:
أبنى أبينا نحن أهل منازل ... أبداً غراب البين فينا ينعق
نبكي على الدنيا وما من معشر ... جمعتهم الدنيا فلم يتفرقوا
أين الأكاسرة الجبابرة الأُلى ... جمعوا الكنوز فما بقين ولا بقوا
من كل من ضاق الفضاء بجيشه ... حتى توى فحواه لحد ضيق
خرس إذا نودوا، كأن لم يعلموا ... أن الكلام لهم حلال مطلق
وقال البحتري:
وما أهل المنازل غير ركب ... مناياهم رواح وابتكار
لنا في الدهر آمال طوال ... نرجيها، وأعمار قصار
وقال أيضاً:
يا منزلاً نسجت له أيدي الصبا ... من حوكهن سبائباً وبروداً
هل كنت إلا منزلاً عمدت له ... عقب الزمان فغادرته عميداً؟!
وقال أيضاً:
قفا نعط المنازل من جفون ... لها في الشوق أحشاء غزار
عفت آياتهن، وأي ربع ... يكون له على الزمن الخيار؟!
وقال أبو تمام، حبيب بن أوس الطائي:
يا منزلاً أعطى الحوادث حكمها ... لا مطل في عدة ولا تسويفا
أرسى بناديك الندى وتنفست ... نفساً بعقوتك الرياح ضعيفا
شعف الغرام بعقوتيك، وربما ... روت رباك الهائم المشعوفا
ولئن نرى بك ملقياً أجرانه ... ضيف الخطوب، لقد أصاب مضيفا
وهي الفجائع لم تزل نكباتها ... يألفن ربع المنزل المألوفا
خلفت بعقوتك الشؤون وطالما ... كانت بنات الدهر عنك خلوفا
أيام لا تسطو بأهلك نكبة=إلا تراجع صرفها مصروفا وقال أيضاً:
وأبى المنازل إنها لشجون ... وعلى الصبابة إنها لتبين
فاعقل بنضو الدار نضوك نقتسم ... فيها الصبابة: مسعد، ومعين
لا تمنعني وقفة أشفى بها ... داء الصبابة إنها ماعون
واسق الأثافي من شؤونك ريها ... إن الضنين بدمعه لضنين
وقال أبو نواس الحسن بن هانئ:
عفا المصلى فأقوت الكثب ... مني فالمربدان فاللبب
نام کتاب : المنازل والديار نویسنده : أسامة بن منقذ جلد : 1 صفحه : 2