نام کتاب : المنازل والديار نویسنده : أسامة بن منقذ جلد : 1 صفحه : 28
مغناهم أضحى صموتاً ناطقاً ... يهدي الهموم إلى القلوب بيانه
غشيت ديارهم المحول، وريها ... دون السحاب على العيون ضمانه
قد ألبسته يد البلى عفر الثرى ... فعفا، ومح، فأخمدت نيرانه
وتنكب العافون لاحب سبله ... لما عفا، وتهدمت أركانه
ولقد أراه وفيه مجتمع الهوى ... يهدي السرور إلى القلوب عيانه
فرجاً لمكروب، ونضرة ثائر ... وملاذ من تنبو به أوطانه
والدهر مثل الطيف لا تبقى على ... حال إساءته ولا إحسانه
قول آخر:
شجاني مغاني الحي وانشقت العصا ... وصاح غراب البين أنت مريض
ففاضت دموعي عند ذاك صبابة ... وفيهن خود كالمهاة غضيض
ووليت محزون الفؤاد مروعاً ... كئيباً ودمعي في الرداء يفيض
قال آخر:
هل هيجتك مغاني الحي والدور ... فاشتقت، إن الغريب الدار معذور
وقد نحل بها إذ عيشنا أنق ... بيض أوانس أمثال الدمى حور
وقال أبو حية النميري:
ألا حي من أجل الحبيب المغانيا ... لبسن البلى مما لبسن اللياليا
إذا ما تقاضى المرء يوم وليلة ... تقاضاه شيء لا يمل التقاضيا
وقال الشريف المرتضى - رضي الله عنه -:
ومن سفه وقوفك في المغاني ... تسائل عن فريق فارقونا
سقين غداة بينهم دموعاً ... وكفن فما وقفن ولا روينا
وقال مهيار:
أنا يا دار أخو وحش الفلا ... فيك، من خان فعزمي لم يخني
ولئن غال مغانيك البلى ... عادة الدهر
فشخص منك يغني
إن خبت نار فهذي كبدي ... أو جفا الغيث، فهذا لك جفني
وقال أيضاً:
يا مغاني الحمى سقيت، وما ين ... فعني الغيث أن يجودك قطرا
أي عين أصابت الدار أق (م) ... ذى الله بعدي أجفانها وأضرا
لا ثراها يطيل بعد النوى غص ... ناً، ولا جوها يتمم بدرا
غير حم مثل القطا جاثمات ... كن جوناً فعدن بالريح كدرا
وبقايا مواقد تصف الجو ... د أباديد في يد الريح تذرى
قلبوا ذلك الرماد تصيبوا ... فيه قلبي إن لم تصيبوا الجمرا
وقال أيضاً:
عابوا وفائي لمن أهوى وقد علموا ... أن الخيانة ذنب لا أواقعه
كأنني أول العشاق طالله ... مغنى الأحبة فارفضت مدامعه
4- فصل في ذكر الأطلال
قال جرير بن عطية بن الخطفي:
حي الغداة برامة الأطلالا ... رسماً تحمل أهله فأحالا
إن السواري والغوادي غادرت ... للريح منخرقاً به ومجالا
لم نلق مثلك بعد عهدك منزلاً ... فسقيت من سبل السماك سجالا
أصبحت بعد جميع أهلك دمنة ... قفراً، وكنت محلة محلالا
ولقد عجبت من الديار وأهلها ... والدهر كيف يبدل الأبدالا
وقال أبو حية النميري:
قفا حييا الأطلال من مسقط اللوى ... وهل في تحيات الرسوم جداء
وماذا نحيي من عراص تبدلت ... شعوب النوى عنا فهن قواء
كأن لم يكن فيها الجميع، ولم تصح ... بهم نية تعري الديار خلاء
تذكرت عصراً قد مضى وصحابة ... ولم يك عما قد ذكرت عزاء
وقال أبو تمام:
إن شئت ألا ترى صبراً لمصطبر ... فانظر على أي حال أصبح الطلل
كأنما جاد مغناه ... فغيره
دموعنا يوم بانوا، وهي تنهمل
وقال أيضاً:
أسقى طلولهم أجش هزيم ... وغدت عليهم نضرة ونعيم
جادت معاهدهم عهاد سحابة ... ما عهدها عند الديار ذميم
سفه الفراق عليك يوم رحيلهم ... وبما أراه عنك وهو حليم
وقال بشر بن الهذيل:
يقول زميلي يوم سابقة النقى ... وعيناي من فرط الأسى تكفان:
أمن أجل دار بين لوذان فالنقى ... غداة النوى عيناك تبتدران؟
فقلت له: لا، بل قذيت، وإنما ... قذى العين مما هيج الطللان
وقال آخر:
ثوى ماثلاً بين الطلول المواثل ... فهل بل من داء الجوى والبلابل
معنى قضى دين الغرام مدامعاً ... يقسمها في دراسات المنازل
تسائل عن أحبابه كل دمنة ... سوائل من عينيه غير سوائل
وقال محمد بن بشير الخارجي:
نام کتاب : المنازل والديار نویسنده : أسامة بن منقذ جلد : 1 صفحه : 28