نام کتاب : المنازل والديار نویسنده : أسامة بن منقذ جلد : 1 صفحه : 42
وأذكرها والشيب يضحك ثغره ... بلماتنا عهد الشبيبة والفتك
ليالي لا حلم لذي الحلم والنهى ... هناك، ولا نسك يصاب لذي نسك
وقال لقيط بن زرارة:
لمن دمنة أقفرت بالجناب ... إلى السفح بين الملا فالهضاب
بكيت لعرفان آياتها ... وهاج لك الشوق نعب الغراب
وقال أشجع بن عمرو السلمي:
دمن إذا اشتثبت عينك عهدها ... رجعت إليك بنظرة المتوسم
فتكت بها سنتان يعتورانها ... بالعاصفات وكل أسحم مرزم
وقال مهيار:
رحلوا بأيامي الرقاق على ... آثارهم، وبعيشي السهل
وعكفت بعدهم على ضمن ... عرف البلى فبلى كما يبلى
جسدي، ودمنته بما نحلا ... يتشاكيان تصدع الشمل
مغنى وضعنا أمس من شعف ... سافي ثراه مواضع الكحل 7- فصل في ذكر الرسم
قال بشر بن أبي خازم:
عفا رسم برامة فالتلاع ... فكثبان الحضير إلى لفاع
عفاها كل هطال سكوب ... يشبه صوته صوت اليراع
(اليراع: القصب التي يصفر بها، ويروى صوت الرباع يقال: ربع ورباع وهو ولد الناقة إذا كان له عشرة أيام) .
وقفت بها أسائلها طويلا ... وما فيها مجاوبة لداع
تحمل أهلها منها فبانوا ... فأبكتني المنازل للرواع
وقال مزاحم بن الحارث العقيلي:
أشاقتك بالنقع الغداة رسوم ... دوارس أدنى عهدهن قديم
دوارس أما أهلها فتحملوا ... فبانوا، وأما خيمها فمقيم
وما ذاك إلا من جميع تفرقت ... بهم نية بعد الجوار قسم
فعادوا كبرد العصب شق فأصبحوا ... فمحتمل غاد، وظل مقيم
وذلك دأب للنوى ليس مخلفي ... إذا كان لي جار علي كريم
وقال أبو تمام:
أما الرسوم فقد أذكرن ما سلفا ... فلا تكفن عن شأنيك أن يقفا
لا عذر للصب أن يقنى السلو، ولا ... للدمع بعد مضي الحي أن يقفا
حتى يظل بماء سافح ودم ... في الربع يحسب من عينيه قد رعفا
وقال أبو نواس:
ألا لا أرى مثلي امترى اليوم في رسم ... تغص به عيني ويلفظه وهمي
أنت صور الأشياء بيني وبينه ... فجهلي كلا جهل، وعلمي كلا علم
وقال أبو عبد الله بن الخياط الدمشقي:
هو الرسم لو أغنى الوقوف على الرسم ... هو الحزم لولا بعد عهدك بالحزم
عشية جن القلب فيها جنونه ... ونازعني شوقي منازعة الخصم
فلما أبى إلا البكاء على الأسى ... بكيت فما أبقيت للرسم من رسم
لقد وجدت وجدي الديار بأهلها ... ولو لم تجد وجدي لما سقمت سقمي
منازل أدراسٌ شجاني نحولها ... فهلا شجاها ناحل القلب والجسم؟
سقاها الحيا قبلي فلما سقيتها ... دموي رأت فضل الولي على الوسمي
وقال العرجي:
أفي رسم دار دمعك المتحدر ... سفاهاً، وما استنطاق ما ليس يخبر
تغير ذاك الرسم من بعد جدة ... وكل جديد مرة يتغير
وقال البحتري:
أرسوم دار أم سطور كتاب ... درست بشاشتها مع الأحقاب
يجتاز زائرها بغير لبانة ... ويرد سائلها بغير جواب
ولربما كان الزمان محبباً ... فينا بمن فيها من الأحباب
وقال زهير بن أبي سلمى المزني:
هاج الفؤاد معارف الرسم ... قفراً بذي الهضبات كالوشم
ولقد أراها والحلول بها ... من بعد صرم أيما صرم
فاستأثر الدهر الغداة بهم ... والدهر يرميني ولا أرمي
لو كان لي قرناً أناضله ... ما طاش عند حفيظة سهمي
أو كان يعطي النصف قلت له ... أحرزت قسمك فاله عن قسمي
وقال الصمة القشيري:
خليلي عوجا منكما اليوم أو دعا ... نحيي رسوماً بالقبيبة بلقعا
أربت بها الأرواح حتى تنسفت ... معارفها إلا الصفيح الموضعا
وغير ثلاث في الديار كأنها ... ثلاث حمامات تقابلن وقعا
بكيت عيني اليسرى فلما زجرتها عن الجهل بعد الحلم أسبلتا معا
(كان الصمة أعور، فيقول: إنه بكى بعينه الصحيحة، فلما زجرها، أي كفكفها فاضت العين التالفة) .
وقال جرير بن عطية:
أقول لصحبتي لما ارتحلنا ... ودمع العين منهمر سجام
أتمضون الرسوم ولا تحيا ... كلامكم علي إذن حرام
نام کتاب : المنازل والديار نویسنده : أسامة بن منقذ جلد : 1 صفحه : 42