نام کتاب : المنازل والديار نویسنده : أسامة بن منقذ جلد : 1 صفحه : 57
عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما من بلدة تاب فيها تائب إلا رحم الله تعالى أهل تلك البلدة، ورفع عنهم العذاب".
وقال ابن مسعود - رضي الله عنه - قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أيما رجل جلب طعاماً إلى بلد من بلاد المسلمين، فباعه بسعر يومه محتسباً، كان عند الله بمنزلة الشهيد، ثم تلا: (وآخرون يضربون في الأرض يبتغون من فضل الله) .
قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب - رضوان الله عليه - "من سعادة الرجل خمس: أن تكون زوجته موافقة، وأولاده أبراراً، وإخوانه أتقياء، وجيرانه صالحين، ورزقه في بلده".
عن الأصمعي قال: سمعت أعرابياً يقول: شر المال ما لا ينفق، وشر الإخوان الخاذل في الشدائد، وشر السلاطين من يخافه البريء، وشر البلاد ما ليس فيه خصب ولا أمن.
وقال أبو زياد الطائي:
أحقاً عباد الله أن لست ناسياً ... بلادي ولا قومي ولا ساكناً نجدا؟!
ولا ناظراً نحو الحمى اليوم نظرة ... أسلى بها قلبي، ولا محدثاً عهدا
بلاد بها نيطت على تمائمي ... وكان بها عصر الصبي نضراً رغداً
بلاد بها قومي، وارض أحبها ... وإن لم أجد من طول هجرتها بدا
وقال صدقة بن نافع الغنوي:
ألا ليت شعري هل أسير ناقتي ... ببيضاء نجد حيث كان مسيرها
بلاد بها أنضيت راحلة الصبي ... ولانت لنا أيامها وشهورها
فقدنا بها الهم المضل وشربه ... ودار علينا بالنعيم سرورها
حكي عن كاتب لأمير الحاج أنه قال: نزلنا مرة بظاهر الكوفة، ونحن متوجهون إلى الحج، فكنت كل يوم أغدو إلى الكوفة لحوائجي، ويقابلني رجل زمن يزحف. فكنت أظنه يقصد الحاج للسؤال، فاتفق أن تبعته يوماً، حتى كان بموضع يشرف منه على أخبية الحاج، فسمعته يقول:
أعلمت كيف تصبري ... عن رؤية البلد الحرام
والمشعرين ومسجد ... بالخيف يشهد كل عام
وعن التزام المشعري ... ن وعن صلاة بالمقام
وعن الزيارة للنب ... ي المصطفى خير الأنام
كتصبر المدفوع بال ... أسقام عن طيب المنام
قال: ثم ظعنا عن الكوفة ليالي وأياماً، ثم إني سمرت عند الأمير ليلة، فحدثته الحديث، فأحضر نجاباً، وثلاثة نجب، وقال لي: اذهب مع هذا النجاب فأتيني به، فقلت: إن ذلك يشق علي، وأنا أدل الرسول عليه، فقال: قد علمت أنك تدل الرسول، ولكني أردت عقوبتك؛ لتأخيرك إخباري عنه، فمضيت فأتيت به.
وقال أشجع السلمي:
ومغترب ينقضي ليله ... فنوناً ومقلته تدمع
يؤرقه نأيه في البلا ... د، فما يستقر به مضجع
إذا الليل ألبسه ثوبه ... تقلب فيه فتى موجع
وقال آخر:
ألا هل إلى نص النواعج بالضحى ... وشم الخزامى بالغوير سبيل؟!
بلاد بها أهل الهوى غير أنني ... أميل مع الأقدار حيث تميل
وقال أبو عبد الله محمد بن عثمان المعروف بابن الحداد الأندلسي يرثي صديقاً له:
تيقن أن الله أكرم جيرة ... فأزمع عن دار الفناء رحيلا
فإن أقفرت منه العيون فإنه ... تعوض منها بالقلوب بديلا
ولم أر أنساً بعده صار وحشة ... وبرداً على الأكباد صار غليلا
ومن كن أيام السرور قصيرة ... به كان ليل الحزن فيه طويلا
وقال عيينة بن الحباب بن المنذر بن الجموح الأنصاري:
أراكم بقلبي من بلاد بعيدة ... تراكم تروني بالقلوب على بعدي؟
فؤادي وطرفي يأسفان عليكم ... وعندكم روحي، وذكركم عندي
ولست ألذ العيش حتى أراكم ... ولو كنت في الفردوس أو جنة الخلد
وقالت امرأة من العرب زوجها عمها رجلاً شامياً، فنقلها إلى الشام، فاشتاقت بلادها:
ألا يا خليلي اللذين أراهما ... ذوي ثقتي من دون من كان حافيا
سقى الله ... والسقيا إليه
بلادنا
بحزم قناوين الذهاب الغواديا
بلاد جميع، والعظيم أحبهم ... وإن كنت قد أيقنت ألا تلاقيا
ألا ليت لي عما بعمى، وليت لي ... مكان بنيه من معد مواليا
أناساً إذا خافوا على ظلامة ... وضيماً أحاطوا بالقنا من ورائيا
فلا بارك الرحمن في وجه حرة ... يمانية بعدي تحب شآميا
نام کتاب : المنازل والديار نویسنده : أسامة بن منقذ جلد : 1 صفحه : 57