نام کتاب : المنهاج الواضح للبلاغة نویسنده : حامد عونى جلد : 1 صفحه : 114
أولًا في مدخول لام العلة, وهو "العداوة والحزن" في جانب المشبه و"المحبة والسرور" في جانب المشبه به, ثم جرى ثانيًا في معنى اللام وهو ترتب العلة على المعلول. والتشبيه في آية {لَأُصَلِّبَنَّكُمْ} جرى أولًا في مدخول الحرف وهو "الجذوع" في جانب المشبه "والظروف الحقيقية" في جانب المشبه به, ثم جرى ثانيًا في معنى الحرف وهو "تلبس الظرف بالمظروف". والتشبيه في المثال الأخير جرى أولًا في مجرور الحرف وهو "النعمة" في جانب المشبه، "والظرف الحقيقي" في جانب المشبه به, ثم جرى ثانيًا في معنى الحرف وهو تلبس الظرف بالمظروف, وعلى هذا يكون القياس ا. هـ.
تقسيم آخر للاستعارة التصريحية:
تنقسم الاستعارة التصريحية إلى ثلاثة أقسام: مرشحة، ومجردة، ومطلقة. فالمرشحة: ما قرنت بما يلائم المستعار منه أي: المشبه به, كما في قوله تعالى: {أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلالَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ} شبه إيثار الباطل على الحق, واختياره دونه بالاشتراء الذي هو استبدال مال بآخر, بجامع استبدال شيء مرغوب عنه بشيء مرغوب فيه. ثم استعير اسم المشبه به وهو "الاشتراء" بعد التناسي والادعاء للمشبه، وهو "الإيثار والاختيار" ثم اشتق من الاشتراء بمعنى الإيثار والاختيار {اشْتَرَوُا} بمعنى آثروا واختاروا استعارة تبعية، والقرينة حالية إذ لم يقع اشتراء حقيقي بين الضلالة والهدى, وقد قرنت بذكر "الربح والتجارة" اللذين هما من ملائمات الاشتراء الحقيقي, وكقولك: "رأيت أسدًا يخطب القوم, له لبد" فقد استعير "أسد" للرجل الجريء بقرينة يخطب القوم استعارة أصلية, وقد قرنت بقولك: "له لبد" وهو وصف خاص بالأسد؛ لأنه الشعر المتلبد على منكبيه.
وسميت "مرشحة" لأن الترشيح معناه التقوية، وذكر ملائم المشبه به يبعدها عن الحقيقة ويقوي فيها دعوى الاتحاد التي هي مبنى الاستعارة.
والمجردة: ما قرنت بما يلائم المستعار له أي: "المشبه" كما تقول: "رأيت بحرًا
نام کتاب : المنهاج الواضح للبلاغة نویسنده : حامد عونى جلد : 1 صفحه : 114