responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المنهاج الواضح للبلاغة نویسنده : حامد عونى    جلد : 1  صفحه : 151
ولكن ذكر مكانها صفة تستلزمها هي "كثرة الرماد" إذ يلزم من "كثرة الرماد" صفة الجود كما سيأتي قريبًا, وهكذا.
وهذه الكناية ضربان: قريبة وبعيدة.
فالقريبة: ما ينتقل الذهن منها إلى المقصود بلا واسطة بين المنتقل عنه, والمنتقل إليه كما في قولنا: "محمد طويل النجاد" فإن المطلوب بقولنا: "طويل النجاد" صفة هي طول القامة -كما بينا- وليس بين طول النجاد وطول القامة واسطة, وإنما ينتقل الذهن من طول النجاد إلى طول القامة مباشرة.
والقريبة نوعان: واضحة، وخفية.
فالواضحة: ما يفهم المقصود لأول وهلة كالمثال المذكور، فإن طول القامة يفهم من طول النجاد بلا حاجة إلى تأمل؛ لوضوح اللزوم بينهما كما عرفت, وقد تسمى إيماء وإشارة[1].
والخفية: ما لا يفهم منها المقصود إلا مع شيء من التأمل والتفكير, كما في قولهم: "فلان عريض القفا" كناية عن أنه أبله, فإن عرض القفا بإفراط مما يستدل به على البلاهة إلا أن فهم البلاهة منه يتوقف على إعمال فكر وروية؛ لأن في اللزوم بين المعنيين نوع خفاء وقد تسمى رمزًا[2].
والبعيدة: ما ينتقل الذهن منها إلى المقصود بواسطة, كما في قولنا: "عباس كثير الرماد" كناية عن أنه جواد سمح, فالمطلوب بهذه الكناية صفة هي "الجود" وبين كثرة الرماد وصفة الجود وسائط عدة لا بد من مراعاتها للوصول إلى هذه الصفة؛ فينتقل أولًا من كثرة الرماد إلى كثرة الإحراق، ومنها إلى كثرة الطبخ، ومنها إلى كثرة الأكلة، ثم إلى كثرة الضيفان، ومنها إلى "الجود" وقد تسمى تلويحًا[3].

[1] لأن أصل الإشارة أن تكون حسية, وهي ظاهرة ومثلها الإيماء.
[2] لأن الرمز أن تشير إلى غيرك من قرب خفية.
[3] لأن التلويح أن تشير إلى غيرك من بعد.
نام کتاب : المنهاج الواضح للبلاغة نویسنده : حامد عونى    جلد : 1  صفحه : 151
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست