نام کتاب : المنهاج الواضح للبلاغة نویسنده : حامد عونى جلد : 1 صفحه : 172
وهي تنقسم إلى ثلاثة أقسام: تبليغ، وإغراق، وغلو.
فالتبليغ: ما يكون المدعى فيه ممكنًا عقلًا, وعادة كقول امرئ القيس:
فعادى عداء بين ثور ونعجة ... دراكًا فلم ينضح بماء فيغسل1
يريد "بالثور": الذكر من بقر الوحش, و"بالنعجة": الأنثى منه. وصف الشاعر فرسًا له, فادعى أنه أدرك ثورًا وبقرة وحشيين في شوط واحد ولم يعرق, وهذا أمر يجيزه العقل، ولا تحيله العادة، وإن كان حصوله في غاية الندرة.
والإغراق: ما يكون المدعى فيه ممكنًا عقلًا، لا عادة كقول أبي الطيب:
روح تردد في مثل الخلال[2] إذا ... أطارت الريح عنها الثوب لم تبن
كفى بجسمى نحولا أنني رجل ... لولا مخاطبتي إياك لم ترني
فيجوز عقلًا أن يصل الشخص في النحف والهزال إلى هذه الحال, وإن امتنع ذلك في العادة.
وأحسنه: ما اقترن به ما يقربه إلى الإمكان من نحو: "لو" و"لولا" و"كاد" و"خيل إلي" و"شبه لي" وما أشبه ذلك, والبيت المذكور من هذا القبيل لاشتماله على لفظ "لولا". والتبليغ والإغراق مقبولان؛ لعدم ظهور الكذب الموجب للرد فيهما.
والغلو: ما يكون المدعى فيه غير ممكن، لا عقلًا ولا عادة، وهو ضربان: مقبول ومردود.
فالمقبول أنواع ثلاثة:
الأول: ما اقترن به ما يقربه إلى الإمكان من نحو: {يَكَادُ} في قوله تعالى: {يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ} فليس معقولًا ولا معتادًا أن
1 عادى عداء: والى موالاة بين الصيدين, يصرع أحدهما أثر الآخر, و"دراكًا": متتابعًا، والنضح: الرشح. [2] جمع خل بالفتح, وهو الثوب الخلق.
نام کتاب : المنهاج الواضح للبلاغة نویسنده : حامد عونى جلد : 1 صفحه : 172