نام کتاب : المنهاج الواضح للبلاغة نویسنده : حامد عونى جلد : 1 صفحه : 38
تنبيهان:
الأول: إن "ال" في لفظ "المعنى" الوارد في التعريف المذكور للاستغراق العرفي, أي: كل معنى واحد يدخل تحت قصد المتكلم.
فلو استطاع إنسان أن يورد معنى "الجود" في تراكيب مختلفة في الوضوح دون غيره من المعاني, لم يكن بمجرد ذلك عالمًا بعلم البيان، بل لا بد أن يستطيع ذلك في كل معنى يدخل تحت قصده وإرادته ا. هـ.
الثاني: إن في التعريف تقييدين؛ تقييد المعنى "بالواحد", وتقييد التفاوت "بوضوح الدلالة على المعنى".
أما الأول: فالغرض منه الاحتراز عن المعاني المتعددة المؤداة بطرق متفاوتة في وضوح الدلالة عليها, بأن يكون هذا الطريق مثلًا في معناه أوضح دلالة من الآخر في معناه؛ كأن تعبر عن معنى الجود مثلًا بقولك: "محمد كالسحاب" في الفيض، ثم تعبر عن معنى الشجاعة بقولك: "مر أسد فحياني" فمن الواضح أن التركيب الأول في معناه أوضح دلالة من الثاني في معناه, ومثل هذا ليس من علم البيان في شيء؛ لأن المعنى في العبارتين مختلف، والشرط: أن يكون المعنى في العبارتين واحدًا "كما عرفت".
وأما الثاني: فالقصد منه الاحتراز عن التفاوت في مجرد اللفظ، لا في وضوح الدلالة, كما إذا أوردت معنى واحدًا في تركيبين مترادفين، وأنت عالم بمدلولات الألفاظ فيهما, كأن تقول مثلًا: نكهة[1] فم محمد كالطيب، ثم تقول: رائحة ثغر محمد كالند[2], فمثل هذا ليس من مباحث علم البيان؛ لأن التركيبين متماثلان في وضوح الدلالة على المعنى, والاختلاف إنما هو في اللفظ والعبارة فقط. والشرط: أن يكون الاختلاف في وضوح الدلالة "كما علمت". [1] رائحة الفم. [2] نوع من الطيب.
نام کتاب : المنهاج الواضح للبلاغة نویسنده : حامد عونى جلد : 1 صفحه : 38