نام کتاب : المنهاج الواضح للبلاغة نویسنده : حامد عونى جلد : 1 صفحه : 42
إذ لا يتصور العقل أربعة بدون زوجية, أو ثلاثة بدون فردية, فالمدار في دلالة الالتزام على وجود مطلق تلازم, ولو بسبب تعارف عام أو خاص كما مثلنا.
الثاني: اصطلح البيانيون على تسمية المطابقة "وضعية" لأن الواضع إنما وضع اللفظ لتمام معناه، لا لجزئه ولا للازمه, فلفظ "الإنسان" مثلًا وضعه الواضع لمجموع الحيوان والناطق ولم يضعه لواحد منهما ولا لوصف لازم "كالضحك". فقوام هذه الدلالة هو العلم بالوضع، بدون حاجة إلى شيء آخر وراءه, واصطلحوا على تسمية كل من التضمنية، والالتزامية عقلية؛ لأن دلالة اللفظ على جزء معناه، أو على لازم هذا المعنى متوقفة على أمر عقلي زائد على العلم بالوضع, وهو أن وجود الكل أو الملزوم يستلزم وجود الجزء أو اللازم. "فالإنسان" مثلًا موضوع لمجموع الحيوان والناطق, فمجرد العلم بهذا الوضع ليس كافيًا في جعل لفظ "إنسان" دالًّا على جزء معناه "كالناطقية" مثلًا، أو على لازمه "كالضاحكية" بل لا بد مع العلم بهذا الوضع من انتقال العقل من المعنى الموضوع له "إنسان" إلى جزئه ضرورة أن الكل يتضمن الجزء، أو إلى لازمه ضرورة أن الملزوم يستلزم اللازم. وإنما اقتصر على العقل في تسمية هاتين الدلالتين، مع أن كلا من العقل والوضع سبب فيهما؛ لأن سببية العقل أقرب من سببية الوضع, ذلك أن انتقال العقل من الكل إلى جزئه، أو من الملزوم إلى لازمه إنما جاء بعد العلم بوضع اللفظ لهذا الكل أو لهذا الملزوم, فهو لذلك سبب قريب، والذهن إلى القريب أكثر التفاتًا منه إلى البعيد[1] ا. هـ.
والمقصود بالبحث في هذا الفن هو الدلالة العقلية بنوعيها, إذ هي التي يتأتى فيها الاختلاف في الوضوح الذي هو موضوع هذا الفن.
بيان ذلك في التضمنية: هو أنه يجوز أن يكون المعنى الواحد جزءًا من شيء [1] أما المناطقة فيسمون الدلالات الثلاث وضعية؛ لأن للوضع مدخلًا, وهم يعتبرون في تسميتها "وضعية" السبب البعيد.
نام کتاب : المنهاج الواضح للبلاغة نویسنده : حامد عونى جلد : 1 صفحه : 42