نام کتاب : المنهاج الواضح للبلاغة نویسنده : حامد عونى جلد : 1 صفحه : 7
قدامة بن جعفر سالف الذكر، فجمع منه عشرين نوعًا اتفق مع ابن المعتز على سبعة منها، وسلم له ثلاثة عشر تضاف إلى السبعة عشر التي جمعها ابن المعتز, فيكون جملة ما جمعاه ثلاثين نوعًا، هي أقصى ما جمع في ذلك العصر.
وجاء العصر التالي, فزاد كل من أبي هلال العسكري[1] صاحب الصناعتين وابن رشيق[2] صاحب العمدة أنواعًا كثيرة، لم تخرج في جملتها عما جمعه ابن المعتز وقدامة.
ولم تميز هذه العلوم، وتبوب وتفصل إلا في العصر التالي. وأول من نزع عن قوسه، ورمى إلى هذا الهدف شيخ البلاغة الإمام عبد القاهر[3] صاحب دلائل الإعجاز، وأسرار البلاغة.
وبقيت الحال كذلك, حتى جاء فارس الحلبة أبو يعقوب يوسف السكاكي المتوفى سنة 626هـ, فبسط هذه العلوم في كتابه "المفتاح" وهذب مسائلها ورتب أبوابها، فكان كل من جاء بعده عيالًا عليه.
وجه الحاجة إلى دراستها:
إن لهذه العلوم الفضل الأول في بيان أسرار اللغة, والكشف عن كنوزها، والبحث عن نفائسها, وفي معرفة ما لها من ميزة السبق على سائر اللغات حتى نزل بها القرآن الكريم، فوسعته معنى وأسلوبًا -على ما فيه من روعة وجلال- فكان ذلك شهادة لها بإحرازها قصب السبق، واستوائها على عرش السيادة. كذلك لها الفضل الأول في الكشف عن سر إعجاز القرآن بما حواه من بارع اللفط، ورائع الأسلوب، وما تضمنه من بيان ساحر هو فوق متناول الإدراك، حتى وقف بنو العروبة وحاملو لوائها أمامه واجمين، وخر له عباقرة البيان ساجدين.
من أجل هذا, كانت حاجتنا إلى دراسة هذه العلوم فوق حاجتنا إلى شأن آخر من شئون الحياة، وما ظنك بما يكشف لك عن سر ما للغة آبائك من قوة واعتزاز، وما احتواه كتاب ربك رمز العظمة وآية الإعجاز! [1] هو الحسن بن عبد الله بن سهل, المتوفى سنة 295هـ. [2] هو أبو علي الحسن بن رشيق, المتوفى سنة 409هـ. [3] هو أبو بكر عبد القاهر بن عبد الرحمن الجرجاني, المتوفى عام 471هـ.
نام کتاب : المنهاج الواضح للبلاغة نویسنده : حامد عونى جلد : 1 صفحه : 7