نام کتاب : المنهاج الواضح للبلاغة نویسنده : حامد عونى جلد : 1 صفحه : 71
ولازوردية تزهو بزرقتها ... بين الرياض على حمر اليواقيت
كأنها فوق قامات ضعفن بها ... أوائل النار في أطراف كبريت1
كان المناسب للشاعر أن يشبه صورة أزهار البنفسج وهي على سيقانها بما يناسبها من الأزهار, إذ هو الذي يتبادر إلى الذهن عند استحضار صورة البنفسج، ولكنه شبهها بصورة النار في أطراف الكبريت أول شبوبها. ووجه الشبه: الهيئة الحاصلة من تعلق أجرام صغيرة لطيفة ذات لون خاص بجرم دقيق يخالفها لونًا, فصورة النار في أطراف الكبريت غير نادر الحضور في الذهن لأنها في متناول الناس، واقعة بين أيديهم وأرجلهم، لكنها تندر عند حضور صورة البنفسج وهو على سيقانه لما بينهما من عدم التجانس وبعد الموطن. فذاك زهر ندي لطيف، وهذا لهب حار عنيف، وذاك يسكن الخمائل, وهذا يستوطن المنازل, فبعد ما بين الطرفين.
جـ- أن يندر حضور المشبه به في الذهن مطلقًا أي: سواء حضرت صورة المشبه في الذهن أو لا؛ وذلك لأمور منها:
1- أن يكون المشبه به وهميًّا أي: من اختراع الوهم, كما في تشبيه النصال المسنونة الزرق بأنياب الأغوال في قول الشاعر السابق, فإن أنياب الأغوال مما لا وجود له إلا في الوهم.
2- أن يكون المشبه به خياليًّا أي: من نسيج الخيال, كصورة أعلام من ياقوت, منشورة على رماح من زبرجد في قول الشاعر المتقدم. إن هذه الصورة وما شاكلها من الهيئات المركبة لا وجود لها في غير الخيال.
3- أن يندر تكرر صورة المشبه به على الحس, كصورة المرآة في كف الأشل, فقد ينقضي عمر الإنسان ولا يرى مرآة في كف إنسان أشل.
1 لازوردية بكسر الزاي وفتح الواو وسكون الراء صفة محذوف أي: ورب أزهار من البنفسج لازوردية, نسبة إلى الحجر المسمى باللازورد؛ لكونها على لونها فهي نسبة تشبيهية, وتزهو من الزهو وهو الكبر، ونسبة التكبر إلى البنفسج تجوز، وحمر اليواقيت من إضافة الصفة للموصوف أي: رب أزهار من البنفسج لازوردية نسبة إلى الحجر المسمى باللازورد استعارة أراد بها الأزهار الحمر؛ لمشابهة الأزهار لها وهو المناسب للبنفسج بدليل قوله: "بين الرياض".
نام کتاب : المنهاج الواضح للبلاغة نویسنده : حامد عونى جلد : 1 صفحه : 71