نام کتاب : المنهاج الواضح للبلاغة نویسنده : حامد عونى جلد : 1 صفحه : 96
مبحث الحقيقة والمجاز
مدخل
...
المبحث الرابع: في الحقيقة والمجاز
تقدم أن قلنا: إن اللفظ المستعمل نوعان:
1- نوع لا يتصرف فيه عند الاستعمال أي تصرف، بل يبقى على أصل وضعه, ويسمى عندهم حقيقة [2]- نوع يتصرف فيه عند الاستعمال، ويسمى عندهم "مجازا". والحقيقة إما أن تكون في إسناد اللفظ إلى غيره، وإما أن تكون في ذات؛ فإن كانت الحقيقة في الإسناد بأن أسند اللفظ إلى ما حقه أن يسند إليه سميت "حقيقة عقلية"[1] كإسناد الإنضاج إلى الله في قولك: "أنضج الله الثمر" أو إلى ضميره في نحو: "إن الله منضج الثمر" فلفظ "أنضج" أو "منضج" لم يتصرف فيه بشيء, بل أسند إلى ما حقه أن يسند إليه، وهو الله تعالى في الأول، وضميره في الثاني. وإذًا تكون:
الحقيقة العقلية: هي إسناد الفعل, أو ما يدل على معنى الفعل إلى شيء بني الفعل, أو ما يدل على معناه له[2] في اعتقاد المتكلم فيما يفهم من ظاهر حاله. والمراد بالشيء: خصوص الفاعل أو نائب الفاعل, ظاهرًا كان أو ضميرًا.
فمثال إسناد الفعل إلى الفاعل ما تقدم من قولك: أنضج الله الثمر, فقد أسند الفعل وهو "أنضج" مبنيا للمعلوم إلى شيء هو "الله تعالى" والفعل على هذه الصورة مبني وموضوع لأن يسند إلى الله تعالى في اعتقاد المتكلم في ظاهر حاله, إذ ظاهر من حاله أنه مؤمن، يسند الأشياء إلى الله سبحانه لأنه لم ينصب قرينه على أنه غير مؤمن، يضيف الأشياء إلى غير الله.
ومثال إسناد الفعل إلى نائب الفاعل قولك: "أنضج الثمر" بالبناء للمجهول, فقد أسند الفعل وهو "أنضج" مبنيًّا للمجهول إلى شيء هو "الثمر" والفعل على هذه الصورة مبني لأن يسند إلى "الثمر"؛ لأنه المفعول الواقع عليه الإنضاج.
ومثال إسناد ما يدل على معنى الفعل قولك: جاء النابه ذكره، المحمود طبعه، الجميل صنعه "فالنابه" اسم فاعل مسند إلى "ذكره" و"المحمود" اسم مفعول مسند إلى "طبعه" و"الجميل" صفة مشبهة مسندة إلى "صنعه" وكلها دالة على معنى للفعل، ومسندة إلى ما حقها أن تسند إليه. [1] إنما سميت كذلك؛ لأن إسناد الشيء إلى غيره حكم عقلي. [2] المراد بالفعل: ما اصطلح عليه النحاة, وهو ما دل على حدث مقرون بأحد الأزمنة الثلاثة، والمراد بما يدل على معناه: المصدر وسائر المشتقات كاسم الفاعل، واسم المفعول، والصفة المشبهة، وأفعل التفضيل، وغير ذلك.
نام کتاب : المنهاج الواضح للبلاغة نویسنده : حامد عونى جلد : 1 صفحه : 96