نام کتاب : النصرانية وآدابها بين عرب الجاهلية نویسنده : لويس شيخو جلد : 1 صفحه : 134
4 وكما أخذ العرب كثيراً من أمثالهم عن أسفار العهد القديم كذلك رووا عدة أمثال عن أسفار العهد الجديد ولاسيما الإنجيل الطاهر.
فمن ذلك مثل لعلي (ص2) : "أحسن إلى المسيء تسد" فهو صدىً ضعيف لقول الرب في متى (5: 44) : "أحسنوا إلى من يبغضكم لتكونوا بني أبيكم الذي في السموات".
ومثله المثل الذي ر واه ابن قتيبة في عيون الأخبار (1: 332) : "احلم تسد" فإنه كقول الإنجيل (متى: 5: 4) "طوبي للودعاء فإنهم يرثون الأرض".
وروى الميداني في أمثاله (م1: 297) : "اسمح يسمح لك" وكذلك روى ابن عبد ربه (1: 328) بين أمثال أكثم بن صيفي: "أحسن يحسن إليك" وكلاهما كقول الرب في لوقا (6: 38) : "أعطوا تعطوا" ومثله قول أكثم أيضاً: "ارحم.. ترحم" وقوله: "من بر يوماً بر به" نقل عن تطويبات الرب (متى: 5: 7) "طوبى للرحماء فإنهم يرحمون" وكان سليمان قال في أمثاله (11: 17) : "ذو الرحمة يحسن إلى نفسه".
ومن أقوال الرب الشهيرة (متى 7:7 8) : "واسألوا تعطوا اطلبوا تجدوا اقرعوا يفتح لكم لأن كل من يسأل يعطى ومن يطلب يجد ومن يقرع يفتح له" أخذه العرب فقالوا في أمثلهم: (م1: 302) : "سائل الله لا يخيب" وقالوا (م1: 383) : "اطلب تظفر" وقالوا: (م2: 226) : "من طلب شيئاً وجده" وقالوا: (م2: 47) : "اقصدي تصيدي" وكذلك نظم صالح بن عبد القدوس هذا المثل فقال (حماسة البحتري ص134) :
من يسلَ يعط ومن يستفتح ... م الباب فتحه بطيءٌ أو سريع
ومن أقوال السيد المسيح أيضاً (متى: 7: 1 2 ولوقا 6: 27) : "لا تدينوا لئلا تدانوا فإنكم بالدينونة التي بها تدينون تدانون وبالكيل الذي به تكيلون يكال لكم" فقد أخذه العرب بلفظة "كما تدين تدان" هكذا رواه الميداني (2: 85) وقد رواه ابن عبد ربه (1: 328) للأكثم بن صيفي، وروى في التاج (9: 207) لخويلد بن نوفل الكلابي يخاطب الحرث بن شمر:
يا حار أيقن أن ملكك زائلٌ ... واعلم بأنّ كما تدين تدان
ومثل الكيل رواه الميداني (1: 148) على هذه الصورة: "جزيته كيل الصاع بالصاع".
وقال الرب (متى 7: 3 ولوقا 6: 41) لن يعير غيره داء يكون في نفسه اعظم: "ما بالك تنظر القذى الذي في عين أخيك ولا تفطن للخشبة التي في عينك" نقله العرب فقالوا: (م2: 85) : "كيف تبصر القذى في عين أخيك وتدع الخدع المعرض في عينيك".
وقال الرب أيضاً (متى 7: 16 ولوقا 6: 44) : "هل يجتنى من الشوك عنب أو من العوسج تين" أخذ العرب فقالوا (م2: 152) : "لا تجن من الشوك عنباً" روي لأكثم بن صيفي، وقالوا: "م1: 436" في العجز: "أعجز من جاني العنب من الشوك" وقال الشاعر: (م2: 152) : 3إذا وترت امرءاً فاحذر عداوته=من يزرع الشوك لا يحصد به العنبا ومن أقواله تعالى: (متى19: 24 ومر 10: 25) أنه لأسهل أن يدخل الجمل في ثقب الإبرة من أن يدخل غني ملكوت الله، فأخذه العرب وضربوه مثلاً للضيق فقالوا (م1: 374) : "أضيق من خرت الإبرة وسم الخياط" وضربوه مثلاً أيضاً لصعوبة الشيء فقالوا (م2: 144) : "لا أفعل كذا وحتى يلج الحمل في سم الخياط" ومثله في القرآن في سورة الأعراف (7: 38) : "لا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط".
وقال في الإنجيل (لو 6: 39) : "هل يستطيع أعمى أن يقود أعمى أليس كلاهما يسقطان في حفرة" فرووه بين أمثال على (ص100) على هذه الصورة: "كف يهدي غيره من يضل نفسه".
وكذلك رووا لعلي (66) : "خير الصدقة إخفاؤها" وكان الرب أعلن في إنجيله (متى 6: 3 4) : "إذا عملت صدقة فلا تعلم شمالك ما تصنع يمينك لتكون صدقتك في خفية وأبوك الذي يرى في الخفية هو يجازيك".
ومن أمثال الميداني (1: 2754) : "رب زارع لنفسه حاصد سواه" قاله الرب في إنجيله (يوحنا: 4: 37) إن واحداً يزرع وآخر يحصد.
وللرب في الإنجيل أقوال كثيرة في الصبر كقوله تعالى: "لو 21: 19" (بصبركم تقتنون أنفسكم) ، وقوله (متى: 1: 22) : "والذي يصبر إلى المنتهى فذلك يخلص".
وقال يعقوب لفي رسالته (1: 4) : "العمل الكامل للصبر" وإلى ذلك أقوال العرب (م1: 135) : "ثمرة الثبر نجح الظفر" وقولهم وه يروونه لأكثم بن صيفي (العقد الفريد 1: 329) : "عواقب الصبر محمودة" وقول علي (ص8) : "يبشر نفسك بالظفر بعد الصبر" وقوله (ص20) : "صبرك يورث الظفر".
نام کتاب : النصرانية وآدابها بين عرب الجاهلية نویسنده : لويس شيخو جلد : 1 صفحه : 134