responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : النصرانية وآدابها بين عرب الجاهلية نویسنده : لويس شيخو    جلد : 1  صفحه : 160
"في أيام الوليد استقدم من ملك الروم أربعين رومياً وأربعين قبطياً ليعمروا المسجد فعمروه سنة 87 88 (709 710 م) مائتي ذراع". قال الأزرقي (ص 209) : "وهو (أي الوليد) أول من نقل الأساطين الذهب على صفائح الشبه من الصفر وازر المسجد بالرخام من داخله وجعل في وجه الطيقان في أعلاها الفسيفساء". فكل هذه الأعمال قام بها عملة النصارى.
وما صنعه النصارى في الكعبة والمسجد الحرام في مكة قاموا به أيضاً في المدينة في مسجد النبي لما أراد الوليد أن يجدد بناءه. قال الطبري (2: 1194) في تاريخ سنة 88 هـ? (709 م) .
"بعث الوليد بن عبد الملك إلى صاحب الروم يعلمه بأنه أمر بهدم مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأن يعينه فيه فبعث إليه بمائة ألف ثقال ذهب إليه بمائة عامل وبعث إليه من الفسيفساء بأربعين حملاً وأمر بأن يتتبع الفسيفساء في المدائن التي خربت فبعث بها إلى الوليد فبعث الوليد بذلك إلى عمر بن عبد العزيز.. وفيها ابتدأ عمر بن عبد العزيز ببناء المسجد".
ومثله أيضاً مسجد دمشق المعروف بالجامع الأموي الذي خلف كنيسة مار يوحنا بعد الفتح الإسلامي. فإن الوليد إذ أراد تجديد عمارته التجأ أيضا إلى ملك الروم ليوجه إليه مائة صانع كما روى ابن عساكر في تاريخ دمشق (1: 202) .
فاجتهدوا في بنيانه وتزويقه وزخرفته حتى عد مع كنيسة الرها ومنارة الإسكندرية من جملة عجائب الدنيا. وقد ذكرنا في المشرق (14 [1911] : 369) أعمال الفسيفساء الراقية إلى عهد بنائها التي ظهرت قبل بضع سنين في مصلب الجامع وقناطره وكواه بعد تنظيفها من سخام حريق تيمورلنك ومن الملاط والكلس فلاحت بزهو ألوانها العجيبة ومحاسنها الباهرة وتفنن مهندسيها النصارى في النقش وتصوير مجالي الطبيعة من زهور وأشجار وأثمار وصروح وقصور. وكل يعلم أن ترميم الجامع الأموي وتجديد زخارفه القديمة تولاها في الحقبة الأخيرة المهندس أبيري النصراني.
ومن رأى المسجد الأقصى في بيت المقدس ودرس هندسته لا يلبث أن ينسب أيضاً بناءه إلى صنعة من الروم الذين انتدبهم إلى تشييده الخليفة عبد الملك بن مروا. وبأمره قلعت قبة كانت للنصارى في كنيسة مدينة بعلبك وهي من نحاس مطلي بالذهب فنصبها على صخرة هيكل سليمان (تاريخ ابن البطريق2: 42) . وقال ابن خلدون في مقدمته "أن عمر لما حضر لفتح بين المقدس وكشف عن الصخرة بنى عليها مسجداً علة طريق البداوة ثم أحتفل الوليد بن عبد الملك في تشييد مسجده على سنن مساجد الإسلام ... والزم ملك الروم أن يبعث الفعلة والمال لبناء هذه المساجد وأن ينمقوها بالفسيفساء فأطاع لذلك وتم بناؤها على ما أقترحه".
ولما ابنتي عمرو في جهات منف جامع الفسطاط وكل بتشييده إلى النصارى وروى المقريزي في الخطط (4: 124 من الطبعة الجديدة) "أن بعض عمده الجيزة فيثبت من هذه الشواهد كلها شيوع النصرانية في كل أنحاء جزيزة العرب قبل الإسلام ونسبة كل الأبنية الإسلامية الأولى إليها.

نام کتاب : النصرانية وآدابها بين عرب الجاهلية نویسنده : لويس شيخو    جلد : 1  صفحه : 160
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست