responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : النصرانية وآدابها بين عرب الجاهلية نویسنده : لويس شيخو    جلد : 1  صفحه : 164
"وروقوا سقفها وجدرانها من بطنها ودعائها وجعلوا في دعائم صور الأنبياء وصور الشجر وصور الملائكة فكان فيها صورة إبراهيم خليل الرحمن ( ... وصورة عيسى بن مريم وأمه وصور الملائكة عليهم السلام أجمعين فلما كان يوم فتح مكة دخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - البيت ... وأمر بطمس تلك الصور فطمست ووضع كفيه على صورة عيسى بن مريم وأمه عليها السلام وقال: امحوا جميع الصور إلا ماتحت يدي فرفع يديه عن عيسى بن مريم وأمه ... " ثم روى عن عطاء بن أبي رياح "أنه أدرك في البيت تمثال مريم مزوقاً في حجرها عيسى قاعداً مزوقاً" وذلك "في العمود الذي يلي الباب" وأنه "هلك في الحريق في عصر ابن الزبير" وروى عن ابن شهاب (ص 113) "إنّ امرأة من غسان حجّت في حاج العرب فلما رأت صورة مريم في الكعبة قال: بأبي وأمي أنك لعربية فأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يمحوا تلك الصور الأ ما كان م صورة عيسى ومريم".
وذكر الأزرقي أيضاً (ص450) أن في مكة "داراً لسعد القصير غلام معاوية بناها سعد بالحجارة المنقوشة فيها التماثيل مصورة في الحجارة" فلا شك أنّ هذه التماثيل والصور اصطنعها النصارى في عهد الجاهلية كما عهد إليهم في زمن المهدي بناء مسجد مكة وتزويقه قال المقدسي في كتابه احسن التقاسبم في معرفة الأقاليم (ص 73) يذكر الهدى: "المسجد اليوم من بنائه وقد ألبست حيطان االأروقة من الظاهر بالفسيفساء حمل إليها صناع الشام ومصر ألا ترى أسماءهم عليه" وإلى هؤلاء الصنعة النصارى تعزى أيضاً النقوش والتصاوير المختلفة بالفسيفساء التي مر لنا ذكرها في الكلام عن الجامع الاموي في دمشق وفي الاقصى في القدس الشريف وفي جامع النبي في المدينة. وكذلك النقوش والتصاوير التي أشرنا إليها في الهندسة المدنية في قصور المشتى وقصير عمرة والاخيضر فإنها كلها أعمال صنعة يدعون في الغالب رزما وهم من نصارى الشام ومصر والعراق.
ومما وقف عليه أرباب العاديات والسياح في الحقبة الأخيرة كنائس قديمة بعضها مطمور في الارض يرتقي عهدها إلى القرون الثلثة قبل الإسلام في العراق وما بين النهرين وجهات الأناضول والارمن على جدرانها تصاوير شتى يدل بعضها على براعة أصحابها في الفن ونقلت رسومها في المجلات الأثرية أو في تآليف مستقلة.
وكان صنعة الحياكة ينسجون الأقمشة ويزينونها بالصلبان والتصاوير فشاعت بين العرب وقد ورد ذكر غير مرة أخبار نبي الإسلام وفي الحديث (اطلب مجلة المنار في مجلدها العشرين ص220 230) فمن ذلك مارواه عن مسلم أن عائشة "سترت جانب بيتها بقرام (أي سترا حمر) عليه تصاوير وتماثيل" وأنها "اشترت نمرقةً عليها تصاوير" وأنها "سترت بابها بدرنوك (أي طفسة) فيه الخيل ذات الأجنحة". وكانت هذه الأنسجة يحيكها أهل اليمن النصارى كما سترى فيزينون نقشها بالتصاوير.
وكانوا يصورون على بعضها الصليب وصور القديس ويتخذونها كألوية كما ذكرنا ابقاً (ص334) عن راية بني تغلب الممثلة لما سرجس. ومنها القبيل راية العقاب التي اتخذها خالد بن الوليد في أول عهد الإسلام) اطلب ياقوت 3: 690 691) دعيت بذلك لصورة عقاب كان منسوجاً فيها.
ومما يدخل في هذا الباب نقود نصرانية عليها صور ملوك وقديسين اتخذها أولياء الأمور والخلفاء في أول الإسلام فطبعوا عليها شعارهم أو عبارة قرآنية يوجد منها شيء في المتاحف الكبرى، وقد ذكرنا في مجلة المشرق (18 [1920] : 799) نقوداً للسجلوقين وللأرتقيين مصورة فيها صور ملوك أو أوليائهم وبعضها يمثل شخص السيد المسيح وأمه الطاهرة.

نام کتاب : النصرانية وآدابها بين عرب الجاهلية نویسنده : لويس شيخو    جلد : 1  صفحه : 164
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست