responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : النصرانية وآدابها بين عرب الجاهلية نویسنده : لويس شيخو    جلد : 1  صفحه : 75
وقد لقبّه حسّان في محل آخر بالروح القدس:
وجبريلٌ أمين الله فينا ... وروح القدس ليس لهُ كفاءُ
ويروى:"رسول الله" وكذلك ذكروا الملاك ميخائيل ودعوه ميكال قال ورقة بن نوفل:
وجبريلُ يأتيهِ وميكالُ معهما ... من الله وحيٌ يشرح الصدرَ مُنزلُ
وذكروا من طغمات الملائكة الكروبيَّة وهم الكروبيم وصفهم في تاج العروس"بسادة الملائكة والمقربين إلى حملة العرش". كقول أميّة بن أبي الصلت السابق ذكره:
ملائكةٌ لا يفترونَ عبادةً ... كروبيَّةٌ منهم ركوعٌ وسُجَّدُ
وقال في الساروفيم ودعاهم بالسرافيل: ُحبس السرافيلُ الصَّوافي تحَتهُ=لا واهنٌ منهم ولا مستوغِدُ وممّا وصفه شعراء الجاهليّة في السماء عرش الله الذي تكرّر ذكرهُ في الأسفار المقدّسة من العهدين العتيق والحديث. ومن البديهي أنّ عرش الله ليس شيئاً هيولياً مجسماً وإنما المراد به عزَّته تعالى وثباتُهُ. قال أميّة وهو غير ما سبق له:
ملكٌ على عرشِ السماءِ مهيمنٌ ... تعنو لعزَّتهِ الوجوهُ وتسجدُ
وقال ورقة بن نوفل:
سبحان ذي العرش سبحاناً يعادلهُ ... ربُّ البريَّة فردٌ واحدٌ صَمَدُ
ويروى"سبحاناً يدوم له. وسبحاناً يعود لهُ". ومثل العرش السرير قال أميّة:
مجّدوا الله فَهْو للمجد أهلٌ ... ربُّنا في السماء أمسى كبيرا
بالبناء الأعلى الذي سبق الخَلْ ... ق وسوَّى فوق السماء سريرا
شرجعاً ما ينالهُ بصرُ العَ ... ينينِ ترى دونهُ الملائكَ صُورا
فالشرجع الخشبة المرَّبعة الطويلة وهي أيضاً العرش والسرير.
"جهنم" ليست معرفة شعراء الجاهليّة بجهنم وعذابات الهالكين ووجود الشيلطين دون معرفتهم بالسماء وأهلها. قال كعب بن مالك في وصف جهنم:
تَلَظَّى عليهم حين أنْ شدَّ حميُها ... بزُبْر الحديدِ والحجارة ساجرُ
وقال أمية بن أبي الصلت:
فأُركسوا في حميم النار أنَّهمُ ... كانوا عُتاتاً يقولون الكذب والزورا
ويروى:"في جهنم أنهم كانوا عصاة". وقال وقد أجاد في في بيان حال الهالكين:
وسيقَ المجرمونَ وهم عُراةٌ ... إلأى ذات المقامع والنكالِ
فنادوا ويلنا ويلاً طويلاً ... وعجُّوا في سلاسلها الطوالِ
فليسوا ميّتين فيستريحوا ... وكلُّهمُ ببحر النار صالِ
وقال فيهم:
فهم يَطْفون كالأقذاء فيها ... لئن لم يغفر الربُّ الرحيمُ
وقال النابغة الجعديّ مستغفراً وطالباً النجاة من جهنَّم:
يا مالك الأرض والسماء وَمن ... يَفْرِقْ من الله لا يَخَفْ إثما
إني امرؤ قد ظلمتُ نفسي وإلاّ ... تَعْفُ عنّي اغلا دماً كَثِما
أُطْرَحُ بالكافرين في الدرك ... الأسفل يا ربِّ أصطلي الضرَما
وقال أميّة بن أبي الصلت يذكر الأبرار ونعيمهم والأشرار وجحيمهم:
هما فريقانِ فرقةٌ تدخلُ ... الجنّة حفَّت بهم حدائقُها
وفرقةٌ منهم قد أُدخلت ... النار فساءَتهم مرافقُها
لا يستوي المنزلان ثَمَّ ولا ... الأعمالُ لا تستوي طرائقُها
وكما جعلوا الملائكة في السماء كذلك عينوا جهنم لإبليس وفرقته من الشياطين والجنّ الذين هبطوا من السماء بخطيئتهم فأخذهم الله بعصيانهم. قال أميّة:
وفيها من عباد الله قومٌ ... ملائكُ ذُلّلوا وهمُ صعابُ
وقال أميّة أيضاً ودعا الشيطان شاطناً:
أيَّما شاطنٌ عصاهُ عكاهُ ... ثمَّ يُلْقَى في السجن والأغلال
ودعاه عديّ بن زيد إبليساً:
وأّهبطَ اللهُ إبليساً وأوعدهُ ... ناراً تَلهَّبُ بالإِسعار والشَّرَرِ
وقال أنيّة بن أبي الصلت:
وترى شياطيناً تروغُ مضاعفةً ... ورواغها صبرٌ إذغ ما يطردُ
تلقى عليها في السماء مذلّةٌ ... وكواكب ترمى بها فتعردُ
وفي هذه السماء العليا قال أيضاً:
فأتّمَ ستّاً فاستوت أطباقها ... وأتى بسابعةٍ فأنّى توردُ
وقد كثر في الشعر الجاهلي ذكر الدينونة والحساب وما يتبعهما من ثواب أوعقاب قال زهير بن أبي سلمى في معلّقته يتهدّد النافقين بالدينونة:
فلا تكتمنّ اللهَ ما في صدوركم ... ليخفى ومهما يكتم الله يعلمِ

نام کتاب : النصرانية وآدابها بين عرب الجاهلية نویسنده : لويس شيخو    جلد : 1  صفحه : 75
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست