responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : النصرانية وآدابها بين عرب الجاهلية نویسنده : لويس شيخو    جلد : 1  صفحه : 79
كدميةٍ صُوِّرَ محرابها ... بُمذْهبٍ ذي مرمرٍ مائرِ
وقال المسيّب بن علس:
أو دميةٌ صوِّرَ محرابها ... أو دُرَّةٌ شِيفَت إلى تاجرِ
وقال امرؤ القيس:
كغزلان رملٍ في محاريب أقوالِ
وقال عدي بن زيد:
كدُمى العاجِ في المحاربِ أو كا ... لبَيْض في الروضِ زهرُهُ مستنيرٌ
وقال وضَّاح اليَمَن:
ربَّةُ محرابٍ إذا جئتُها ... لم أَلْقَها أو أرتقي سلَّما
ومثل المحراب القِبْلة وهي وِجْهَة المسجد جاءَت في الشعر الجاهليّ روى صاحب اللسان والجواليقيّ في المعرَّب لعبد المطلب قوله:
عُذْت بما عاذَ بهِ إبراهمُ ... مُستَقْبِلَ القِبْلَةِ وهو قائمُ
"ومما يلحق بالمساجد المنارة" وهي من النور كالمسرجة وقيل من النار وقد اشتقها العلماء من السريانيَّة" ... " بهذا المعنى والمسلمون يريدون بها المئذنة.
والمنارة سبقت عهد الإسلام فاستعملها امرؤ القيس في معلَّقتهِ بمعنى المصباح كان الرهبان يوقدونه لمناسكهم في قمم الجبال ليلاً قال:
تُضيءُ الظلامَ بالعشاءِ كأنَّها ... منارةُ مُمْسى راهبٍ متبتّلِ
وكانت المناور تُسْرج في الكنائس. ثمَّ اتَّخذوها بمعنى المجاز فأطلقوها على الصومعة ومقام الرهبان ومحلّ عبادتهم. وفي الأغاني وردت المنارة والصومعة بمعنى واحد. وكثيراً ما كانت صوامع الرهبان مرتفعة مشيَّدة على شبه الأبراج بل اكتشف الأثريُّون في كنائس ما بين النهرين وشماليّ سوريَّة عدةَّ كنائس كانوا شيدُّوا في أعلاها أبراجاً مستديرة أو مربَّعة يؤذنون فيها بمناسكهم أو يقرعون فيها النواقيس فلمَّا جاء الإسلام اتَّخذوا المناور على مثال الصوامع وتلك البروج. وقد أثبت العلاّمة غوتّيل من أساتذة كليّة كولومبيا "أن المسلمين في أوّل عهدهم كانوا يجتمعون لصلاتهم دون أذان قال ابن هشام في سيرة الرسول:"وقد كان رسول الله حين قدموا إنّما يجمع الناس للصلاة بغير دعوة" وكذلك قال القسطّلائي في إرشاد الساري "كان المسلمون حين قدموا المدينة يجتمعون فيحيون الصلاة ليس ينادى عليها" ثم "ذكروا أن يعلموا وقت الصلاة بشئ يعرفونه فذكروا أن ينوّروا ناراً أو يضربوا ناقوساً وأمر بلال "المؤذن"أن يشفع الأذان". ثم سنّالأذان بعد ذلك في موضع بارز وموضع عال. وربّما صعد المؤذن سور المدينة ليدعو إلى الصلاة أنشد ابن البّري للفرزدق:
وحتى علا في سور كلّ مدينةٍ ... منادٍ ينادي فوقها بأذانِ
وأثبت غوتّيل أنّ أقدم مساجد المسلمين كمساجد بلد الحرام والمدينة والكوفة والبصرة ومسجد عمرو بن العاص في القسطاط لم تجهّز لها المناور وأنّ أوّل ما ورد ذكر المنارة في خلافة معاوية أقامها زياد بن أبي سفيان في مسجد البصرة. قال البلاذريّ في فتوح البلدان:"لّما استعمل معاوية زياداًبن أبي سفيان على البصرة زاد في المسجد زيادةً كثيرة ... وبنى منارتهُ بالحجارة وهو أوّل من عمل المقصورة".
والمئذنة محل التأذين أي النداء إلى الصلاة وردت بمعنى المنارة والصومعة.
قال في تاج العروس:"المئذنة موضع الأذان للصلاة أو المنارة كما في الصحاح. قال أبو زبد: المِئذنة أو المُؤذنة. وقال الليحانيّ: هي المنارة يعني الصومعة على التشبيه. والمؤذن المنادي للصلاة". وقد جاءت في الشعر القديم قال عديّ بن زيد النصرانّ:
بتلّ جحوشَ ما يدعو مؤذّنهم ... لأمر رشدً ولا يحتثُّ أنفارا
ومن مرادفات المنارة عندهم أيضاً "المصباح" وأصله السراج وقد استعمله أوس بن حجر في شعره بمعنى المشعل الذي يوقده رؤساء النصارى في ليلة الفصح قال يصف سناناً:
عليهِ كمصباح العزيزِ يشبّهُ ... لفصحٍ ويحشوهُ الذبالَ المفتّلا
قال الشارح: "أراد السنان الشديد الإئتلاق وهو مثل مشعل الجليلِ العظيم الشأن من بطارقة الروم لا سيّما إذا ألهبه في ليلة الفصح وإذا كان في مثل هذه الليلة كان أنور وأكثر ضوءاً".
وأوّل الفرائض المقامة في المساجد "الصلاة" وقد تكرر ذكرها في شعر النصارى قبل عهد الإسلام. قال منظور الأسديّ يصف بعيراً شبّه موقع ثفناته إذا برك بموقع كفّي راهب على الأرض إذغ صلّى عند الفجر:
كأنّ مهواهُ على الكلكلّ ... موقعُ كفَّي راهب يصلّي
في غبش الصبُّح أو التتلّلي

نام کتاب : النصرانية وآدابها بين عرب الجاهلية نویسنده : لويس شيخو    جلد : 1  صفحه : 79
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست