responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : النصرانية وآدابها بين عرب الجاهلية نویسنده : لويس شيخو    جلد : 1  صفحه : 83
أنيبي وأعطي ما سئلتِ فإنّني ... رسولٌ من الرحمان يأتيك بابنمِ
وقد استعملوا بمعنى الرسول "النذير" قال أميّة بن أبي الصلت عن لسان إبليس:
يقول خزّانها ما كان عندكمُ ... ألم يكن جاءَكم من ربِّكم مُذُرُ
وأخص ما عرفه العرب في الجاهليّة من الكتب المنّزلة "التوراة والزبور والإنجيل". فقالوا في التوراة "تورية" أيضاً وهي كتب موسى الخمسة أي التكوين والخروج والعدد وسفر الأحبار وتثنية الإشتراع. ثمّ أطلقوها عل أسفار العهد القدي اجمالاً. ومن غريب ما قاله بعض اللغويين في أصل هذه الكلمة انّها مصدر ورّى الزناد تورية إذا أخرج ناره وإنّ التوراة لغة طئ في التورية وكلاهما بمعنى الإضاءة.
وفي شرح المفضليّات أنّ توراة أصلها ووراة بقلب الواو تاء.
وأصح من هذا ما رواه صاحب التاج عن الزجاج حيث قال: "هو لفظ غير عربيّ بل هو عبرانيّ اتفاقاً" وهو في العبرانية "كلمة سريانية" ومعناها التعليم والحكمة. وقد وردت الكلمة في الشعر القديم السوءل:
وبقايا الأسباطِ أسباطَ يعقو ... بَ دراسُ التوراةِ والتابوتُ
وقد ذكروا "موسى" صاحب التوراة كما رأيت في باب "الرّسول".وقال السموءل:
وانفلاقُ الأمواج طورينِ عن مو ... سى وبعدُ المملّك الطالوت
وقال المرّس بن ربعيّ من أبيات: وقد أكثر العرب من ذكر "الزَّبور". قال المرقش الأكبر:
وكذاك لا خيرٌ ولا شرٌ ... على أحدٍ بدائمْ
قد خطَّ ذلك في الزبو ... ر الأوَّليات القدائمْ
وقال امرؤ القيس:
لمن طللٌ أبصرته فشجاني ... كخطّ زبورٍ في عسيبِ يماني
وقال ابن الكلبي في كتاب أنساب العرب: "إنَّ امرء القيس أوَّل من شبه الطلل بوحي الزبّور في عسيب يماني. وقد مرّ بك قوله:
أنت حججٌ بعدي عليها فأصبحت ... كخطّ زبورٍ في مصاحفِ رهبانِ
وجمعوا الزبور "الزّبر" قال المراربن منقذ في المفضّليات يصف داراً:
وترى منها رسوماً قد علتْ ... مثل خطٍ اللام في وحي الزّبرْ
ويشبهه قول الآخر:
أو زبرُ حميرْ بينها أحبارها ... بالحميرية في عسيب ذابلِ
وقال كذلك أميّة بن أبي الصلّت في يوم الدين:
وأبرزوا بصعيدٍ مستوٍ جرزٍ ... وأنزل العرشُ والميزان والزبرُ
أما أصل الكلمة فقد اشتقوه من قولهم زبر الكتاب زبراً كتبه. قال صاحب التاج "في مادة زبرَ": "قال الأزهريّ: وأعرفه النقش في الحجارة وقال بعضهم: زبرتُ الكتاب إذغ اتقنت كتابتهُ". وجعلوا الذبّر كالزّبر كما قال صخر الغي:
أبلغ كبيراً عنّي مخلّفةً ... تبرقُ فيها صحائفٌ جددُ
فيها كتابٌذبرٌ لقترئٍ ... يعرفه لبهم ومن حشدوا
وروي في حديث لابن الكلبي: دبر بالدال قال في وصف صنم ودّ: "قد دبر عليه حلّتان أي نقش". "قلنا" والصواب عندنا أن الزّبر من الزّمر والزّبور كالمزمور وإنما أبدلت الميم باء كما جرى في لفظة "زمن" بالعربية وهي في السريانية "كلمة سريانية" بالباء فكذلك الزبّور أو المزبور من العبرانيّة "كلمة سريانية" وفي السريانية "كلمة سريانية" وهو التسبيح.
ومثل التوراة والزبور "الإنجيل" أخذها العرب من اليونان "كلمة سريانية" بوساطة السريانية "كلمة سريانية" أو أخذوها من الحبشيّة "كلمة سريانية" على هذه الصورة.
وعلى كل حال أنّ اللفظة سبقت الإسلام. قال عديّ بن زيد:
وأوتينا الملكَ والإنجيلَ نقرأهُ ... نشفي بحكمتهِ أحلامنا عللا
من غير ما حاجةٍ ألا ليجعلنا ... فوق البريّة أرباباً كما فعلا
وروى البكريّ في معجم ما استعجم لشاعر لم يذكر اسمه بيتاً هجا فيه راهباً هجر الرهبانيّة:
هجر الإنجيلَ حبّاً للصبى ... ورأى الدنيا غروراً فركن
وقال في محل آخر عن غلام يتغنّى بتلاوة الإنجيل: إذغ رجّع الإنجيلَ واهتزَّ مائداً=تذكرَ محزونُ الفؤادِ غريبُ والمرجح أنّ النابغة أراد الإنجيل في ذكره لمجّة غسّان لّما قال:
مجلّتهم ذاتُ الإله ودينهم ... قويمٌ فما يرجون غير العواقبِ
وكذلك من المحتمل أنّ أميّة بن أبي الصلت أراد الإنجيل في البيت التالي حيث وردت لفظة الرقّ ومعناها السفر وهو يمدح بني إياد قومه النصارى:

نام کتاب : النصرانية وآدابها بين عرب الجاهلية نویسنده : لويس شيخو    جلد : 1  صفحه : 83
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست