responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : النصرانية وآدابها بين عرب الجاهلية نویسنده : لويس شيخو    جلد : 1  صفحه : 91
(قال) :ذات الخال وذات العذبة مكانان. ويروى: بذات الجذع. وروي في التاج" نامت.. خزعته" وهو تصحيف. ومثله قدماً قول عبد المسيح بن بقيلة:
كم تجرّعتُ بدير الجرعهْ ... غصصاً كبدي بها منصدعهْ
من بدورٍ فوق أغصانٍ على ... كثبٍ زُرْنَ احتساباً بيعهْ
ومنها (القُلَّيس) قال في المخصّص: "القُلَّيس بيعةٌ كانت بصنعاء للحبشة هدمَتْها حِميْرَ" واللفظة دخيلة أصلها من اليونانيَّة (كلمة سريانية) . وقد وصف قدماء الكتبة هذه الكنيسة بأوصاف تدلُّ على حسنها وفخامة بنائها وكان بانيها الملك أبرهة ومنها (السعيدة) جعلها ابن سيدة وياقوت في جماة مناسك النصارى وقالا عنها أنها "بيتٌ كانت تحجّه ربيعة في الجاهليّة " وقد مرَّ ذكر تنصُّر ربيعة.
وأجلُّ ما في البيعة (هيكلُها) وهو صُدرها حيث تُقام الصلوات والرتب والفظة عبرانيّة (كلمة سريانية) وآراميّة (كلمة سريانية) وهي فيها بناء العبادة الكبير. والهيكل في العربيّة البناء العظيم واستعمل لكلّ كبير الجسم. قال التبريزي في شرح الحماسة:"الهيكل أصلهُ في البناء". وقال في الأغانيّ:"الهيكل العظيم من الخيل والشجر. ومنه () سُمي بيت النصارى الهيكل". وقد ورد بهذا المعنى في الشعر الجاهليّ. قال عنترة:
تَمشي النعامُ بهِ خلاءً حولهُ ... مَشْيَ النصارى حولَ بيت الهيكلِ
قال في المخصَّص:"الهيكل بيت النصارى فيهِ صورة مريم عليها السلام ... وربَّما سمّي بهِ ديرهم" وفي لسان العرب: (225:14) : "الهيكل بيت النصارى فيه صورة مريم وعيسى"، وقاتل الأعشى (الأضداد ص 24 ولسان العرب 6: 144) يذكر الهيكل:
وما ايبليٌ على هيكل ... بناهُ وصلَّب فيهِ وصارا
ومثله قول الآخر وقد مرَّ:
وما قدَّس الرهبانُ في كلّ هيكلٍ ... ابيلُ الابيلين المسيح بن مريما
وفي الهيكل (المذبح) وهو محل التقديس والقربان، وأصله محل الذبح وتقدمة الذبيحة فاستعملوه مجازاً قال في التاج (2: 138) : "ومن المجاز المذابح للمحاريب والمقاصير في الكنائس وبيوت كتب النصارى سميت بالمذابح للقربين".
وقال في أساس البلاغة (1: 192) : "مررتُ بمذابح النصارى وهي محاريبهم وموضع كتبهم ونحوها المناسك للمعتقدات".
قال الحسين بن ضحاك (راجع معجم البكري ص379) :
عجَّت أساقفها في بيت مذبحها ... وعجَّ رهبانها في عرصة الدارِ
وكان للكنائس (محاريبها) وقد مرت، وأخص ما كانوا يزينون به هياكلهم (الصليب) تنويهاً بموت السيد المسيح مصلوباً، وقد تكرر ذكره في الشعر الجاهلي وجمعوه على صلب وصلبان وصرحوا بعبادة النصارى للصليب وباتخاذهم له كقبلة وكرأية، وقد أقسم به عدي بن زيد فقال (الأغاني 2: 24) .

سعى الأعداءُ لا يألونَ شراً ... عليكَ وربّ مكَّة والصليبِ
راجع أيضاً ما قيل في القسم الأول من أكرام النصارى لمكة في الجاهلية (ص: 118) وممن ذكروا الصليب النابغة الذبياني (تاج العروس 10: 337) قال:
ظلَّت أقاطيعُ أنعامٍ مؤبلةٍ ... لدى صليبٍ على الزوراء منصوبُ
قال الصغاني (Lane S.V) : "سمَّى النابغة العلم صليباً لأنه كان على صليب لأنه كان نصرانياً" وقال شارح ديوان النابغة (شعراء النصرانية ص655) : "أراد النابغة صليب النصارى وكان النعمان نصرانياً" وقد ذكر الأخطل خروج النصارى لحروبهم والصليب يتقدمهم (ديوانة ص309) :
لمَّل رأونا والصليب طالعا ... خلَّوا لنا رازان والمزارعا
وممن صرحوا بعبادة العرب للصليب حجار بن أبجر قال يهجو بني عجل النصارى (الأغاني 13: 47) :
تهدّدني عجلٌ وما خلت أنني ... خلاةٌ لعجلٍ والصليبُ لها بعلُ
أي تعبد المصلوب وروى في التاج (10: 90) للأقيشر:
في فتيةٍ جعلوا الصليبَ إليهمْ ... حاشدي أني مسلمٌ معذورُ
وكانوا يسمون جباههم بالصليب قال حجة الدين الصقلي في كتاب أنباء نجباء الأنباء لخالد بن يزيد في امرأته رملة الزبيرية (ص94) :
أحبُّ بني العوَّامِ طرَّا لأجلها ... ومن أجلها حبَّيت أخوالها كلبا
فإن تسلمي أسلم وأن تتنصَّري ... بخطُّ رجالٌ بين أعينهم صلبا
وبنوا من الصليب فعلاً فقالوا صلَّب أي رسم الصليب كما رأيت في شعر الأعشى:
فما أيبليٌ على هيكلً ... بناهُ وصلَّب فيهِ وصارا

نام کتاب : النصرانية وآدابها بين عرب الجاهلية نویسنده : لويس شيخو    جلد : 1  صفحه : 91
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست