responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : النظرات نویسنده : المنفلوطي، مصطفى لطفي    جلد : 1  صفحه : 120
فيها الذئاب الغبراء، والنمور الرقطاء، ومن ملعب تصيد فيه الظباء الأسود إلى غاب تصيد فيه الأسود الظباء، وأنشأ في كبرى ساحاته، وأوسع باحاته، صهريجا من المرمر مستديران يضم بين حاشيته فوَّارة ينفر منها الماء صعدًا كأنه سيف مجرَّد، أو سهم مسدد، فيخيل إلى الرائي أن الأرض تثأر لنفسها من السماء، وتتقاضاها ما أراقت منها من الدماء، تلك تقاتلها بالرجوم والشهب، وهذه تحاربها بالسهام والقضب، وغرس حول دائرة الصهريج دوائر من شجرات، مؤتلفات ومختلفات، وأغصان، صنوان وغير صنوان، إذا رنحتها نسائم الأسحار، رقصت فوق بساط الأزهار، وتحت ظلال الأثمار، فغنت على رقصها الأطيار، غناء الأغاريد لا غناء الأوتار، وادخر فيه لنعيمه وبلهنيته[1] ما شاء الله أن يدخر من نضائد[2] ومقاعد، ووسائد ومساند، وفرش وعرش، وكلل[3] وحجل[4]، وتماثيل وتهاويل[5]، وصحاف من ذهب، كاللهب، وأكواب من بلور، كالنور، وأقفاص للحمائم والنسور، ومقاصير للسباع والنمور،

[1] بلهنية العيش رخاؤه.
[2] النضائد جمع نضيدة وهي الوسادة.
[3] جمع كلة بالكسر وهي الستر الرقيق.
[4] جمع حجلة بفتحات وهي ستر العروس في جوف البيت.
[5] التهاويل النقوش والصور؛ لأنها تهول من ينظر إليها.
نام کتاب : النظرات نویسنده : المنفلوطي، مصطفى لطفي    جلد : 1  صفحه : 120
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست