responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : النظرات نویسنده : المنفلوطي، مصطفى لطفي    جلد : 1  صفحه : 51
الغد:
عرفت أني فكرت ليلة أمس فيما أكتب اليوم وعرفت أني آخذ الساعة بقلمي بين أناملي, وأن بين يدي صحيفة بيضاء تسود قليلا قليلا كلما أجريت القلم فيها, ولكن لا أعلم هل يبلغ القلم مداه أو يكبو[1] دون غايته، وهل أستطيع أن أتمم رسالتي هذه أو يعترض عارض من عوارض الدهر في سبيلها؟ لأني لا أعرف من شئون الغد شيئا؛ ولأن المستقبل بيد الله.
عرفت أني لبست أثوابي في الصباح وأنها لا تزال فوق جسمي حتى الآن, ولكني لا أعلم هل أخلعها بيدي أو تخلعها يد الغاسل.
الغد شبح مبهم يتراءى للناظر من مكان بعيد فربما كان ملكا رحيما، وربما كان شيطانا رجيما، بل ربما كان سحابة سوداء إذا هبت عليها ريح باردة حللت أجزاءها وفرقت ذراتها فأصبحت كأنما هي عدم من الأعدام التي لم يسبقها وجود

[1] كبا سقط على وجهه.
نام کتاب : النظرات نویسنده : المنفلوطي، مصطفى لطفي    جلد : 1  صفحه : 51
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست