responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أمالي المرزوقي نویسنده : المرزوقي    جلد : 1  صفحه : 59
كم منْ أخٍ مسخوطةٍ أخلاقهُ ... أصفيتُهُ الودَّ بخلقٍ مرتضى
إذا بلوتَ السَّيفَ محموداً فلا ... تذممْهُ يوماً أنْ تراهُ قد نبَا
والطّرفُ يجتازُ المدى وربَّما ... عنَّ لمعداهُ عثارٌ فكبَا
من لكَ بالمهذَّبِ النَّدبِ الذي ... لا يجدُ العيبَ إليه مختطى
إذا تصفَّحتَ أمورَ النَّاسِ لم ... تلفِ امرءاً حازَ الكمالَ فاكتفى
إنَّ نجومَ المجدِ أمستْ أُفَّلاً ... وظلُّهُ القالصُ أضحى قدْ أزى
إلاَّ بقايا من أُناسٍ بهمُ ... إلى سبيلِ المكرماتِ يُقتدى
إذا الأحاديثُ انتضتْ أنباءهمْ ... كانتْ كنشرِ الرَّوضِ غاداهُ السَّدى
ما أنعمَ العيشةَ لو أنَّ الفتى ... يقبلُ منه الموتُ أسناءَ الرُّشَا
أو لوْ تحلَّى بالشَّبابِ دهرهُ ... لم يستلِبهُ الشَّيبُ هاتيكَ الحلى
هيهاتَ مهما يُستمرْ مسترجعٌ ... وفي خطوبِ الدَّهرِ للنَّاسِ أُسى
وفتيةٍ ساراهمُ طيفُ الكرى ... فسامروا النَّومَ وهمْ غيدُ الطُّلى
واللَّيلُ ملقٍ بالموامِي بركهُ ... والعيسُ ينبثنَ أفاحيصَ القطَا
بحيثُ لا يهدي لسمعٍ نبأةٌ ... إلاَّ نئيمَ البومِ أو صوتَ الصَّدى
شايعتُهمْ على السُّرى حتَّى إذا ... مالتْ أداةُ الرَّحلِ بالجبسِ الدَّوى
قلتُ لهمْ إنَّ الهُوينا غبُّها ... وهنٌ فجدُّوا تحمَدوا غبَّ السُّرى
وموحشُ الأرجاءِ طامٍ ماؤهُ ... مدعثرِ الأعضادِ مهدومِ الجبَا
كأنَّما الرِّيشُ على أرجائهِ ... زرقُ نصالٍ أُرهفتْ لتُمتهى
وردْتهُ والذِّئبُ يعوي حولهُ ... مستكَّ سمِّ السَّمعِ من طولِ الطَّوى
ومنتجٍ أمُّ أبيهِ أمُّهُ ... لم يتخوَّنْ جسمهُ مسُّ الضَّوى
أفرشتهُ بنتَ أخيهِ فانثنتْ ... عن ولدٍ يورى بهِ ويُشتوى
ومرقبٍ مخلولقٍ أرجاؤهُ ... مستصعبِ الأقذافِ وعرِ المُرتقى
أوفيتُ والشَّمسُ تمجُّ ريقَها ... والظِّلُّ من تحتِ الحذاءِ مُحتذى
وطارقٍ يؤنسهُ الذِّئبُ إذا ... تضوَّرَ الذِّئبُ عشاءً وعوى
آوى إلى نارِي وهيَ مألفٌ ... يدعو العفاةَ ضوؤها إلى القِرى
للهِ ما طيفُ خيالٍ زائرٍ ... تزفُّهُ للقلبِ أحلامُ الرؤى
يجوبُ أجوازَ الفلا محتقراً ... هولَ دُجى اللَّيلِ إذا اللَّيلُ انبرى
سائلهُ إنْ أفصحَ عنْ أنبائهِ ... أنَّى تسدَّى اللَّيلَ أمْ أنَّى اهتدى
لو كانَ يدري قبلَها ما فارسٌ ... وما مواميها القفارُ والقُرى
وسائلٍ بمُزعجي عن وطني ... ما ضاقَ بي جنابهُ ولا نبَا
قلتُ القضاءُ مالكٌ أمرَ الفتى ... من حيثُ لا يدري ومنْ حيثُ درى
لا تسألنِّي واسألِ المقدارَ هلْ ... يعصمُ منهُ وزرٌ ومذَّرى
لا بدَّ أنْ يلقى امرؤٌ ما خطَّهُ ... ذو العرشِ ممَّا هو لاقٍ ووحى
لا غروَ أنْ لجَّ زمانٌ جائرٌ ... فاعترقَ العظمَ الممخّ وانتقى
فقدْ ترى القاحلَ مخضرّاً وقدْ ... تلقى أخا الإقتارِ يوماً قد نمَى
يا هؤلَيَّا هل نشدتنَّ لنا ... ثاقبةَ البرقعِ عن عينيْ طلا
ما أنصفتْ أمُّ الصَّبيَّينِ التي ... أصبتْ أخا الحلمِ ولمَّا تُصطبى
إستحِ بِيضا بينَ أفوادكَ أنْ ... تقتادكَ البيضُ اقتيادَ المُهتدى
هيهاتَ ما أشنعَ هاتَا زلَّةٍ ... أطرَباً بعدَ المشيبِ والجلا
بلْ ربَّ ليلٍ جمعتْ قطريهِ لي ... بنتُ ثمانينَ عروساً تُجتلى
لمْ يملكُ الماءُ عليها أمرَها ... ولمْ يدنِّسها الضَّرامُ المُختضى
كأنَّ قرنَ الشَّمسِ في ذرورِها ... بفعلِها في الصَّحنِ والكأسِ اقْتدى
نازعتُها أروعَ لا تسطُوا على ... نديمةِ شرَّتهِ إذا انْتشى
كأنَّ نورَ الرَّوضِ نظمُ لفظهِ ... مُرتجلاً أو مُنشداً أو إنْ شدَا
من كلِّ ما نالَ الفتى قدْ نلتهُ ... والمرءُ يبقَى بعدهُ حسنُ الثَّنا
فإنْ أمتْ فقد تناهتْ لذَّتي ... وكلّ شيءٍ بلغَ الحدَّ انتهى
وإنْ أعشْ صاحبتُ دهرِي عالماً ... بما انْطوى من صرفهِ وما انْسرى

نام کتاب : أمالي المرزوقي نویسنده : المرزوقي    جلد : 1  صفحه : 59
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست