responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أنوار الربيع في أنواع البديع نویسنده : ابن معصوم الحسني    جلد : 1  صفحه : 241
مدامة مدنية للمنى ... في رقة الدمع ولون النضار
مما أبوا ريق أباريقها ... تنافست فيها النفوس الكبار
معلتي والبرء من علتي ... ما أطيب الخمرة لولا الخمار
ومنها:
وبي وإن عذبت في حبه ... ببعده على اقتراب المزار
ظبي غرير نام عن لوعتي ... ولا أذوق النوم إلا غرار
ذو وجنة تحسبها روضة ... قد بهر الورد بها والبهار
رجعت للصبوة في حبه ... وطاعة اللهو وخلع العذار
يا قوم قولوا بذمام الهوى ... أهكذا يفعل حب الصغار
وليلة نبهت أجفانها ... والفجر قد فجر نهر النهار
والليل كالمهزوم يوم الوغى ... والشهب مثل الشهب عند الفرار
كأنما استخفى السها خيفة ... وطولب النجم بثار فثار
لذاك ما شابت نواصي الدجى ... وطارح النسر أخاه فطار
إلى أن قال:
كأنما الظلماء مظلومة ... تحكم الفجر عليها فجار
كأنما الصبح لمشتاقة ... عز غنى من بعد ذلك افتقار
كأنما الشمس وقد أشرقت ... وجه أبي عبد الإله استنار
ومن بديع حسن التخلص أيضاً قول السعيد هبة الله بن سناء الملك من قصيدة يمدح بها الملك المعظم شمس الدولة توران شاه أخ الملك صلاح الدين، مطلعها:
تقنعت لكن بالحبيب المعمم ... وفارقت لكن كل عيش مذمم
وباتت يدي في طاعة الحب والهوى ... وشاحا لخصر أو سوارا لمعصم
ومنها وقد أجاد ما شاء:
سعدت ببدر خده برج عقرب ... فكذب عندي قول كل منجم
وأقسم ما وجه الصباح إذا بدا ... بأوضح مني حجة عند لومي
ولاسيما لما مررت بمنزل ... كفضلة صبر في فؤاد متيم
وما بان لي إلا بعود أراكة ... تعلق في أطرافه ضوء مبسم
وقفت به أعتاض عن لثم مبسم ... شهي لقلبي لثم آثار منسم
ولم ير طرفي قط شملا مبددا ... فقابله إلا بدر منظم
ولم يسل قلبي أو فمي عن غزالة ... وعن غزل إلا بمدح المعظم
قال ابن خلكان: لما نظم ابن سناء الملك هذه القصيدة تعصبت عليه جماعة من شعراء مصر، عابوا عليه هذا الاستفتاح، وهجوه، وكتب إليه ابن الذروي الشاعر:
قل للسعيد مقال من هو معجب ... منه بكل بديعة ما أعجبا
لقصيدك الفضل المبين وإنما ... شعراؤنا جهلوا به المستغربا
عابوا التقنع بالحبيب ولو رأى الطائي ما قد حكته لتعصبا
انتهى. قلت: وهذا المعنى، أعني قوله: (تقنعت لكن بالحبيب المقنع) ينظر بطرف خفي إلى قول أبي الطيب المتنبي:
فلو كان ما بي من حبيب مقنع ... سلوت ولكن من حبيب معمم
ومن بديع مخالصه أيضاً قوله يمدح والده الرشيد مع زيادة التورية:
إني لأرثي لدمعي من تزاحمه ... كما رثيت لشملي من تشتته
أنا الغوي بهمي والرشيد أبي ... هو الرئيس على الدنيا بهمته
وقوله من أخرى:
لا يرجع الكلف الذليل عن الهوى ... أو يرجع الملك العزيز عن الندى
وقوله من أخرى يمدح بها القاضي الفاضل:
ضنت بطرفه ظل بعدي سقمه ... أرأيتم من ضن حتى بالضنى
يا عاذلين جهلتم فضل الهوى ... وعذلتم فيه ولكني أنا
أني رأيت الشمس ثم رأيتها ... ماذا علي إذا هويت الأحسنا
وسألت من أي المعادن ثغرها ... فوجدت معبد الرحيم المعدنا
أبصرت جوهر ثغرها وكلامه ... فعلمت حقا أن هذا من هنا
وقول شرف الدين شيخ الشيوخ بحماة عبد العزيز الأنصاري من مدحة نبوية مطلعها:
ويلاه من نومي المشرد ... وآه من شملي المبدد
يا كامل الحسن ليس يطفي ... ناري سوى ريقك المبرد
يا بدر تم إذا تجلى ... لم يبق عذرا لمن تجلد
أبديت من حالي المورى ... لما بدا خدك المورد
رفقا بولهان مستهام ... أقامه وجده وأقعده
مجتهد في رضاك عنه ... وأنت في أمره المقلد
ليس له منزل بأرض ... عنك ولا في السماء مقعد
قيدته بالجوى فتمم ... واكتب على قيده مخلد
بأن الصبا عنه والتصابي ... أنشأ أطرابه وأنشد
من لي بطيب حديث سحري ... بابل عن ناظريه يسند
شتت عني نظام عقلي ... شتيت ثغر له منضد

نام کتاب : أنوار الربيع في أنواع البديع نویسنده : ابن معصوم الحسني    جلد : 1  صفحه : 241
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست