responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أنوار الربيع في أنواع البديع نویسنده : ابن معصوم الحسني    جلد : 1  صفحه : 244
وأما الأبله فيقول: وأنشد جملة من الأبيات المذكورة. فإن كان عند عقلاء شعراء العجم وأذكيائهم شيء من هذا فليقولوا ما شاؤا، فانقطع أولئك المفتخرون خجلا، واستحسن السلطان إيراد هذا الجواب عجلا. ولعمري لقد أغرب الشيخ في الجواب، وأتى منه بما بهر الألباب، غير أن البيتين اللذين نسبهما إلى المجنون جرى في نسبتهما إليه على ما هو المشهور، والصواب أنهما لأبي القاسم السلمي لا للمجنون. وللمجنون من الشعر ما هو أحسن من هذا كما يشهد بذلك كل من سمع شعره والله أعلم.
قال القاضي أحمد بن خلكان: ومخالص الأبله البغدادي من الغزل إلى المديح في نهاية الحسن، وقل من لحقه فيها.
فمن ذلك قوله من قصيدة أولها:
جنيت جني الورد من ذلك الخد ... وعانقت غصن البان من ذلك القد
فلما انتهى إلى مخلصها قال:
لئن وقرت يوما بسمعي ملامة ... بهند فلا عفت الملامة من هند
ولا وجدت عيني سبيلا إلى البكا ... ولا بت في أسر الصبابة والوجد
وبحت بما ألقى ورحت مقابلا ... سماحة مجد الدين بالكفر والجحد
وقوله من أخرى:
فأقسم أني في الصبابة واحد ... وإن كمال الدين في الجود واحد
ومن بديع التخلص أيضاً قول الشيخ كمال الدين بن النبيه من قصيدة يمدح بها الملك الأشرف:
بحق الهوى يا طيف إلا حملتني ... فجسمي من البلوى وجسمك سيان
أعانق جسما شابه الماء رقة ... وأطفي ببرد الثغر حرقة أشجاني
عسى قلبه يعديه قلبي رقة ... كما جفنه الفتان بالسقم أعداني
لئن كان ينسى عقد عهد مودتي ... فلي ملك من فضله ليس ينساني
وقوله من أخرى أيضاً:
يا من حكى في الحسن صورة يوسف ... آه لو أنك مثل يوسف تشترى
تعشو العيون لخده فيردها ... ويقول ليست هذه نار القرى
يا قاتل الله الجمال فإنه ... ما زال يصحب باخلا متجبرا
إلى أن قال:
لي مقلة مذ غاب عنها بدرها ... ترعى منازله عساها أن ترى
لولا انسكاب دموعها ودمائها ... ما كنت بين العاشقين مشهرا
فكأنما هي كف موسى كلما ... نثر اللجين أو النضار الأحمرا
استغفر الله العظيم لأنني ... شبهت بالنزر القليل الأكثرا
ويعجبني من مخالصه أيضاً قوله يمدح الملك المذكور، وقد أصطلح هو وأخوه الملك الصالح:
يا نائما والليل في غربه ... والصبح من مشرقه لائح
دع كدر العيش وخذ ما صفا ... تحيا ويشقى الدائر الكادح
قد كلل الطل غصون الربى ... واشتجر الباغم والصادح
وجادت الدنيا على أهلها ... واصطلح الأشرف والصالح
قال ابن حجة: ويعجبني من مخالصه قوله، وهو من المخالص الأشرفيات أيضاً:
يا طالب الرزق إن سدت مذاهبه ... قل يا أبا الفتح يا موسى وقد فتحت
وأنا أقولك عد هذا من المخالص فيه نظر، لأن الشاعر المذكور قد تخلص من النسيب إلى المدح قبل هذا البيت بقوله:
في أحسن الناس أشعاري إذا نسبت ... وفي أجل ملوك الأرض إن مدحت
فالمخلص في الحقيقة إنما هو هذا لا ذاك.
ومن المخالص المحلاة بشعار التورية قول الشيخ برهان الدين القيراطي من قصيدة في الأمير سيف الدين الكريمي، أولها:
غرامي فيك يا قمري غريمي ... وذكرك في دجى ليلي نديمي
وملني الحميم وصد عني ... وما لي غير دمعي من حميم
وكم سأل العواذل عن حديثي ... فقلت لهم على العهد القديم
وعم تساءلون ولي دموع ... تخبركم عن النبأ العظيم
إلى أن قال:
فموعده وناظره وجسمي ... سقيم في سقيم في سقيم
كريم مال بخلا عن وداد ... فملت لمدح مخدومي الكريم
ويعجبني من مخالص الشيخ صفي الدين الحلي قوله:
أسير ومن فوقي وتحتي ووجهتي ... وخلفي ويمناي الهوى وشماليا
فمالي إذا يممت في الأرض وجهة ... وصرفت في أهل الزمان لحاظيا
تضيق علي الأرض حتى كأنني ... أحاول فيها لابن ارتق ثانيا
ومع شهرة ديوانه فلا حاجة إلى الإكثار من شعره.
وهذا محل إيراد شيء من مخالص أهل هذا القرن.

نام کتاب : أنوار الربيع في أنواع البديع نویسنده : ابن معصوم الحسني    جلد : 1  صفحه : 244
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست