نام کتاب : بدر شاكر السياب دراسة في حياته وشعره نویسنده : إحسان عباس جلد : 1 صفحه : 105
بسحب الجيوش العربية، إذ كان يرى في الحرب؟ وهو يظنها حربا حقيقة - وسيلة لإحقاق حق ودفع ظلم؛ وكانت الحرب تعبيرا عمليا عن حماسته نحو اخوة مضطهدين مطرودين؟ ظلما وعدوانا - من ديارهم، فكل صوت ضد هذا الشعور خيانة آثمة، وانحياز إلى الصهيونية، ولهذا اصبح من السهل عليه ان يؤمن بأن الحزب الشيوعي العراقي صهيوني أو مؤيد للصهيونية. وحين استغلت الدولة هذه التهمة في محاكمتها للشيوعيين كانت تستغل فكرة من السهل ان تجوز على الفرد العراقي حينئد.
من هذا المنفذ نفسه اخذ القلق يتسرب إلى نفس بدر وشرع يحسس الانقسام في نفسه بين ولائه للحزب وإخلاصه لمشاعره العفوية. هل من الممكن ان يؤمن بالتقسيم، وهو يرى اللاجئين من أبناء أمته مطرودين من ديارهم؟ هل من السهل عليه ان يحقق ما يريده ساسون دلال (والخط الفاصل بين يهودي وصهيوني لديه خط وهمي) ويتغاضى عن سخط شعبه؟ سخط تلك الجماهير التي يتحدث باسمها - على الظلم الصارخ الذي يمثله ذلك الحل الجائر؟ إن مشكلة فلسكين لم تهز كثيرا من النظم البالية في البلاد العربية وحسب، ولكنها أيضاً عرقلت نمو كل حزب شيوعي فيها، وكانت رويا مسئولة عن ذلك الإخفاق الذي أصاب تلك الأحزاب، لأنها شاءت في لحظة لم تحسب نتاجها البعيدة ان تقوم بمناورة سياسية [1] . [1] بعد مدة غير قصيرة من كتابة هذه السطور نشرت مجلة الحرية البيروتية (العدد 454) بياتا للحزب الشيوعي العراقي (القيادة المركزية) يبين فيه آخر مواقف الحزب من القضية الفلسطينية، وقد جاء فيه: " أن الانجرار وراء اللعبة الاستعمارية الصهيونية الرجعية الخبيثة الماكرة بتأييد التقسيم أملاً في إيجاد حل سلمى يطفئ موقد التوتر مؤقتا كان خطأ تاريخيا ". وورد فيه أيضاً: " وقد ظل حزبنا حتى اللحظة الأخيرة ضد مشاريع التقسيم على نحو جدي قاطع ولكنه غير موقفه مع قرار هيئة الأمم المتحدة في أواخر 47 واستنادا إلى تقديرات ومنطلقات تبين ضلالها في التجربة؟. وقد أوضح الكونغرس الثاني (1956) خطأ تبني ونشر أفكار كراس " ضوء على القضية الفلسطينية " عام 48 الذي كان يعطي صورة وهمية خلابة عن حقيقية الكيان الإسرائيلي "؛ والبيان وثيقة هامة من عدة وجهات.
نام کتاب : بدر شاكر السياب دراسة في حياته وشعره نویسنده : إحسان عباس جلد : 1 صفحه : 105