نام کتاب : بدر شاكر السياب دراسة في حياته وشعره نویسنده : إحسان عباس جلد : 1 صفحه : 223
في مقهى الفرات في أول شارع الأمين يحضرها كاظم جواد وعبد الصاحب ياسين ورشيد ياسين ومحيي الدين إسماعيل، وفي هذه الأماسي التي قد تطول إلى آخر الليل في المقهى أو تتحول إلى الحانات الرخيصة المنثورة في شارع الأمين آنذاك. في هذه الأماسي تتجلى لنا طبيعة السياب في حالتي الانبساط والغضب، وقد يهم القارئ ان يعرف شغف السياب بالنكتة وترتيب المقالب على أصدقائه وأحبابه. وللتاريخ نشير إلى المخانقات التاريخية بينه وبين كاظم جواد أو بينه وبين رشيد ياسين التي قد تصل إلى الشتم إلى التثاقل السياب من عبد الوهاب البياتي في هذه الفترة بالذات " [1] .
ان لفظة " تثاقل " تعد نوعا من التلطف في التعبير عن معركة قلمية ضارية دارت بين السياب ومؤيديه من ناحية والبياتي ومؤيديه من ناحية أخرى، وكانت في حقيقة الأمر نقلا للنزاع السياسي العقائدي إلى صعيد أدبي، إذ كان العراك على موضوعات والأشكال الأدبية مما لا يشتثير ريبة القائمين على توجيه الحياة السياسية. ولا ريب في أن عوامل فردية خاصة لعبت دورها في اشتداد الخلافات، فقد كان السياب يحس أن البياتي قد انتزع مكانته الشعرية بين اليساريين أثناء غياب السياب في الكويت وإيران، وكان البياتي على أهبة إصدار ديوان من الشعر هو الذي سماه من بعد " أباريق مهشمة "، بينما يجد السياب صعوبة في العثور على من ينشر له " الأسلحة والأطفال " في كراسة، ومروجو القالة الذين تهزهم بالمتعة النفسية مناظر التهارش يذهبون ويجيئون بما يملأ النفوس من بارود الضغينة، وللأدباء الشبان حدة في التنافس ينسون معها كثرا من فضائل الحلم أو التجلد أو المجاملة أو الأناة. وقديما قال ابن الرومي: " لو كان المشتري حدثا لكان [1] العبطة: 13 - 14.
نام کتاب : بدر شاكر السياب دراسة في حياته وشعره نویسنده : إحسان عباس جلد : 1 صفحه : 223