نام کتاب : بدر شاكر السياب دراسة في حياته وشعره نویسنده : إحسان عباس جلد : 1 صفحه : 232
عليه بجزئية من حديثه؟ حين أشار العالم إلى أن السياب يحذو حذو اليوت - فقال: " وزعم الأستاذ العالم أنني أحذو حذو اليوت فيما اكتب، كلا ياسيدي، أن ما اكتبه هو شيء من صميم التقاليد الشعرية العربية، ودونك أبا تمام لتعرف كيف كان يستخدم التاريخ والأساطير وشعر السابقين وكل ثقافة في شعره " [1] .
وكان رد رئيف على حدة السياب وعنفه يحمل الهدوء المبطن بالتفنيد الساخر: كيف صحت عملية الجمع الحسابي تلك؟ (ناقد غير مبرز قصاص غير مبدع شاعر غير كبير: كيف ينتج عنها أديب كبير؟) وأخذ السياب بالهدوء والركانة في رد رئيف فكتب يقول: " أراني مدينا لك بالاعتذار والحق أن كلمتي التي كتبتها تعليقا على قراءتك للعدد الشعري من الآداب كانت تتسم بالقسوة والنرفزة؟ كما سميتها - وقد تلمست من خلال ردك الأخير روحا كبيرة رحبة الأفق زادتني إعجابا بك على إعجاب وإكبارا على إكبار " [2] .
ويهمنا من ذيول هذا الحوار شيئان: أولهما أن السياب فهم من قول رئيف " فقد ترك شيئا كثيرا وراء ما قاله لم يوفق إلى قوله "؟ فهم منه أنه يحذف من القصيدة أشياء كان من الممكن ان توفر لها الخصب والغنى، بينما يعني رئيف أن الشقة واسعة بين ما قيل وما كان يجب أن يقال. وبسبب هذا الخطأ في الفهم اعترف السياب بعيبه الكبير وهو للإفاضة التي تثقل القصيدة: " لقد كنت إلى وقت قريب أبرم بنفسي لأني استفيض في الموضوع الذي أعالجه فأقول كل ما عندي، لأن الشاعر الحق هو من يقول خير ما عنده لا كل ما عنده أو كل ما يمكن أن يقال " [3] ، وهل هذا الاعتراف بما هو اكبر من المأخذ الذي [1] الآداب، عدد حزيران (1955) ص: 65. [2] المصدر السابق: 65. [3] عدد نيسان (1955) ص: 62.
نام کتاب : بدر شاكر السياب دراسة في حياته وشعره نویسنده : إحسان عباس جلد : 1 صفحه : 232