نام کتاب : بدر شاكر السياب دراسة في حياته وشعره نویسنده : إحسان عباس جلد : 1 صفحه : 239
السياب - إجراء صلح أو مهادنة بينهما، ويقول السياب في ذلك: " فأجبته ان هذا لن يكون إذا لم يعتذر من الدكتور سهيل ومجلة الآداب بالصورة التي يراها الدكتور سهيل مناسبة. والذي اعتقده ان اعتذاره سيكون انتصارا لنا وللآداب وللحق " [1] . ورغم أن المعركة مع صلاح عبد الصبور قد جعلت حدة الخصومة بين السياب والبياتي خافتة الصوت، فان كلا من الشاعرين لم يخمد تماما جذوة الغيرة في نفسه من نده. وحين عرض الأستاذ خضر الولي من بعد أسئلة أدبية على أدباء العراق؟ ومن بينهم الشاعران - عبر كل منهما عما يحسه تجاه الآخر فاستطرد بدر ليعيب قصيدة " سوق القرية " للبياتي وأردف ذلك بقوله: " وإنما استشهدت بالياتي لأنني أرى فيه شاعرا مبدعا حين يكتب عن تجربة صادقة وبأسلوب لا يجعله التفكير بالقارئ البسيط ينحدر إلى مستوى النثر " [2] . وردد البياتي تهمة الانحدار إلى النثرية ضد بدر وسماه " صديقنا " وقال: " ولعل القارئ سيأخذ العجب حين يرى أنني اقتصرت على السياب دون غيره ولكن عجبه سيزول إذا ما علم أنني كنت اعتبر السياب في محاولاته الأولى من شعرائنا الشباب الأوائل الذي ستتحقق على أيديهم بعض القصائد الناجحة " [3] ؛ لقد اخفت الزمن صوت النقمة الطاغي ليحل محله نوع من الاعتراف الحذر أو المقيد.
ولقد هيأت تلك الفترة للسياب أن يتحدث في مشكلات الأدب والشعر وان يسمع الناس رأيه فيها، وكان قد وقع في نظراته إلى الشعر والشاعر تحت تأثير سبندر، واستعار شيئا من آرائه في مقال له عن الواقعية؛ وحين سئل عمن اعجب بهم من شعراء الغرب أجاب في عصبية: [1] رسالة بتاريخ 30 كانون الثاني 1956. [2] آراء في الشعر والقصة: 13 (وقد ظهر في 15 أيلول 1956) . [3] المصدر نفسه: 40.
نام کتاب : بدر شاكر السياب دراسة في حياته وشعره نویسنده : إحسان عباس جلد : 1 صفحه : 239