نام کتاب : بدر شاكر السياب دراسة في حياته وشعره نویسنده : إحسان عباس جلد : 1 صفحه : 260
صلته بالحب الطبيعي ويأسى لفقد السود وحلول " الخربة المظلمة " التي يصبح فيها البوم وتنعب فيها الأصداء والرياح، ثم يستذكر هذا المريض صورة الرعب التي رسمتها القنبلة فأصبحت الأرض فاغرة الفم والشمس كالذئب المسعور وتكورت سحابة " بيضاء سوداء رقطاء القفا عجيبا "، وأخذ الأبرص يعدو طالبا السقيا فانهلت السحابة عن دم من ثدي ممزقة وعيون كأنما فقأها سيخ جنكيز، وشرب كل إنسان من ماء الردى. كل هذا والطيب " سازاكي " قد عبأ القناني من دم المرضى؟ الذين اصبحوا يعرفون بأرقامهم لا بأسمائهم - كي يفحص أثر الذري في دماء الآدميين. وفي هذا القسم أتكأ الشاعر كثيرا على قصيدة لأديث سيتول بعنوان " شبح قابيل " [1] ؟ فالأرض الفاغرة أشداقها تنبح السحاب في ظمأ قاتل ناظر إلى قولها [2] :
وذلك الخليج الذي انفق على مدى الكون بدا ... وكأنما كل قرارات المحيطات قد نضبت ... وتعرت الشمس فاغرة فاها على التو ... كفم المجاعة الكونية، مدت فكيها ... من أقصى الأرض إلى أقصاها ... وصورة الأبرص الذي يعدو خلف صورة السحابة لاهثا يريد ماء تتردد أيضاً في قصيدة الشاعرة الإنكليزية حيث تقول:
والى ذلك الفاغر الخاوي ... جاءت حضارة مقعدي الحياة وبرصها ... مثلما جاءوا إلى المسيح عند بحيرة الجليل ... والدم المنهل ليشرب منه الظمأى إنما يعبر عنه " الغني " الذي [1] هو الذي يسميه السياب في بعض قصائده السابقة " ظل قابيل ". [2] ص: 373 - 373.
نام کتاب : بدر شاكر السياب دراسة في حياته وشعره نویسنده : إحسان عباس جلد : 1 صفحه : 260