نام کتاب : بدر شاكر السياب دراسة في حياته وشعره نویسنده : إحسان عباس جلد : 1 صفحه : 398
لم تبق إلى تبق إلى جانب الموت حقيقة أخرى، فهو القوة السارية في كل مظهر من مظاهر الحياة، وعند هذا الحد يكون تموز رمز الحياة والخصب قد احتجب عن ناظريه وحل محله " مناة "، - أو المنية - ولذلك جاءه صوت الموت يفيض بهذا الجبروت المطلق [1] :
" تهدم حائط الأجيال ... وكاد يغور إذ لمسته كفي؛ ألف نوح زال ... وألف زليخة صيرت كحل عيونها ظلمة ... أنا الباقي بقاء الله اكتب باسمه الآجال ... وما لسواه عند مطارق الآجال من حرمه " ... هنا في كل موت ألف موت، كان في الضمه ... وفي القبلات، في الأقداح ... تدور الاسطوانة وهو فيها لمعة الضوء ... يوسوس في تهدج صوتها فيخادع الأرواح ... ويلمس جبهة الملاح في النوء. ... ورغم أن لحظات الواقع كانت تمرسا عمليا بزحف الموت، فإن تنقله رجاء الاستشفاء فتح طريقا جديدا إلى الذكريات، وفي تردده بين روما وبيروت ولندن وباريس والكويت كان الحنين يعصف به تلك الذكريات، وكانت العودة دائما أملأ عذبا، لأن كل سفرة كانت تعجله يظن أن الماضي قد فر إلى رجعة وأسلمه إلى آلام الحاضر. ولعل من التذكر النموذجي أن تخطر بباله مقابر " الأطفال " في حمى أمهم العظمى وهو بعيد في بيروت:
ذكرت مقابر الأطفال ... [1] المعبد الغريق: 151 - 152.
نام کتاب : بدر شاكر السياب دراسة في حياته وشعره نویسنده : إحسان عباس جلد : 1 صفحه : 398