نام کتاب : بدر شاكر السياب دراسة في حياته وشعره نویسنده : إحسان عباس جلد : 1 صفحه : 403
منتثرا في الأفق ... وتولد القصيدة ... ولكن السياب في هذه الفترة خالف هذه الوصية لأنه لم يكن يهدم ما يبني، ولم يكن لديه أفكار جديدة تنهض على رماد ما قد يهدمه ويحرقه، ولذلك أحس بأنه لم يعد الشاعر الذي كان، ولم تعد قصائده كما كانت [1] :
هي حشرجات الروح اكتبها قصائد لا أفيد ... منها سوى الهزء المرير على ملامح قارئيها ... وأحس من اجل ذلك ان المغني قد هرم، وانه لا يطلب من الناس شيئا سوى ان يسمعوه، مجاملين:
هو مائت أفتبخلون ... عليه حتى بالحطام من الازاهر والغصون ... أتراه كان يلمح هذا الإرهاق الذي أصاب نفسه وشعره حين أجاب مراسل صحيفة العمل التونسية عن المفاضلة بين نهضة الشعر في العصر العباسي والنهضة الحديثة، بقوله: " الشعر العربي الماضي أحسن. ما زالت الأمة العربية لم تنجب شاعرا يضاهي المتنبي أو أبا نمام أو طرفة وغيرهم؛ وزمان الشعر قد انقضى فالعصر ليس متهيئا الا للشاعر الكبير جدا حتى يعبر عن العصر " [2] .
كلمة تصلح ختاما لجهاد طويل في تاريخ التجربة الشعرية، ولكنها أشبه بحكمة يقولها شاعر؟ طالما أحس بعظمة ما أداه - لإخوانه أصحاب الاتجاه الحديث في الشعر. غير ان بدرا نسي ان " الشاعر [1] منزل الاقنان: 130. [2] نقلته العلم المغربية عن الصحيفة التونسية (العدد: 1958) .
نام کتاب : بدر شاكر السياب دراسة في حياته وشعره نویسنده : إحسان عباس جلد : 1 صفحه : 403