responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بغية الإيضاح لتلخيص المفتاح في علوم البلاغة نویسنده : الصعيدي، عبد المتعال    جلد : 1  صفحه : 158
من اللفظ؛ فـ "أنتم" فاعل الفعل المضمر، و"تملكون" تفسيره. قال الزمخشري: هذا ما يقتضيه علم الإعراب، فأما ما يقتضيه علم البيان[1] فهو أن {أَنْتُمْ تَمْلِكُونَ} فيه دلالة على الاختصاص، وأن الناس هم المختصون بالشحّ المتبالغ[2]. ونحوه قول حاتم: "لو ذات سوار لطمتْني"[3], وقول المتلمس:
ولو غير إخواني أرادوا نقيصتي4
وذلك لأن الفعل الأول[5] لما سقط لأجل المفسِّر برز الكلام في صورة المبتدأ والخبر.
وكقوله تعالى: {أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا} [فاطر: 8] أي: كمن لم يزين له سوء عمله. والمعنى: أفمن زين له سوء عمله من الفريقين اللذين تقدم ذكرهما

[1] يعني بعلم البيان ما يشمل علم المعاني.
[2] رُدّ هذا على الزمخشري بأن الاختصاص إنما يكون في الجملة الاسمية التي يُقدَّم فيها المسند إليه على خبره الفعلي كما سبق، وما هنا ليس كذلك؛ لأنه من الجملة الفعلية، وبأنه على تسليم ذلك يكون معناه: لو اختصصتم بملك تلك الخزائن لأمسكتم، هذا لا يقتضي اختصاصهم بالشح، وإنما يقتضي ذلك أن يقال: "أنتم لو تملكون ذلك لأمسكتم".
[3] رواه الأصمعي: "لو غير ذات سوار لطمتني" على أن حاتما مر ببلاد عنزة، فناداه أسير لهم: يا أبا سفانة، أكلني الإسار والقمل، ولم يكن مع حاتم شيء، فساومهم به. ثم قال: أطلقوه واجعلوا يدي في القيد مكانه، ففعلوا، ثم جاءته امرأة ببعير ليفصده، فنحره، فلطمته، فقال لها ذلك القول؛ يعني أنه لا يقتص من النساء. وقيل: إن التي ضربته كانت أمة لهم، فقال لها: "لو ذات سوار لطمتني" يعني حرة من النساء، وهو أظهر لتأنيث الفعل.
4 هو لجرير بن عبد المسيح, المعروف بالمتلمس من قوله "من الطويل":
ولو غير إخواني أرادوا نقيصتي ... جعلت لهم فوق العَرانين مِيسما
والعرانين: جمع عرنين وهو الأنف كله أو ما صلب منه، والميسم: العلامة، وهو على تقدير: ولو أراد غير إخواني ... إلخ.
[5] في قوله تعالى: {لَوْ أَنْتُمْ تَمْلِكُونَ} [الإسراء: 100] ، وهذا تعليل لإفادة الاختصاص.
نام کتاب : بغية الإيضاح لتلخيص المفتاح في علوم البلاغة نویسنده : الصعيدي، عبد المتعال    جلد : 1  صفحه : 158
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست