نام کتاب : بغية الإيضاح لتلخيص المفتاح في علوم البلاغة نویسنده : الصعيدي، عبد المتعال جلد : 1 صفحه : 177
لَمِنَ الظَّالِمِينَ} [البقرة: 15] وقوله: {فَإِنْ زَلَلْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْكُمُ الْبَيِّنَاتُ} [البقرة: 209] .
ونظيره في التعريض قوله تعالى: {وَمَا لِيَ لَا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} [1]. المراد: وما لكم لا تعبدون الذي فطركم؟! والمنبه عليه {تُرْجَعُونَ} [2]. وقوله تعالى: {أَأَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ آلِهَةً إِنْ يُرِدْنِ الرَّحْمَنُ بِضُرٍّ لَا تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا وَلَا يُنْقِذُونِ، إِنِّي إِذًا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} [يس: 23, 24] إذ المراد: أتتخذون من دونه آلهة إن يردكم الرحمن بضر لا تغن عنكم شفاعتهم شيئا، ولا ينقذوكم إنكم إذًا لفي ضلال مبين؛ ولذلك قيل[3]: {آمَنْتُ بِرَبِّكُمْ} دون "بربي"، وأتبعه {فَاسْمَعُونِ} .
ووجه حسنه[4] تطلّب إسماع المخاطبين -الذين هم أعداء المُسْمِع- الحق على وجه لا يورثهم مزيد غضب، وهو ترك التصريح بنسبتهم إلى الباطل، ومواجهتهم بذلك، ويعين على قبوله[5]؛ لكونه أدخل في إمحاض النصح لهم، حيث لا يريد لهم إلا ما يريد لنفسه، ومن هذا القبيل قوله تعالى: {قُلْ لَا تُسْأَلُونَ عَمَّا أَجْرَمْنَا وَلَا نُسْأَلُ عَمَّا تَعْمَلُونَ} [سبأ: 25] ، فإن من حق النسق من حيث الظاهر: "قل لا [1] سورة يس, آية 22. وإنما كان نظيره ولم يكن منه؛ لخلوه عن أداة الشرط. [2] لأنه لولا التعريض لكان المناسب للسياق: "وإليه أرجع". وقد سبق التمثيل بالآية للالتفات، ولا منافاة بينه وبين التعريض. [3] في قوله تعالى بعد الآيتين 23، 24 السابقتين: {إِنِّي آمَنْتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ} . [4] أي: حسن هذا التعريض في قوله تعالى: {وَمَا لِيَ لَا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي} وما بعده. أما التعريض في قوله: {لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ} [الزمر: 65] فيفيد نسبته إليهم على وجه أبلغ من التصريح بنسبته إليهم. [5] أي: قبول الحق.
نام کتاب : بغية الإيضاح لتلخيص المفتاح في علوم البلاغة نویسنده : الصعيدي، عبد المتعال جلد : 1 صفحه : 177