نام کتاب : تاريخ الآداب العربية في القرن التاسع عشر والربع الأول من القرن العشرين نویسنده : لويس شيخو جلد : 1 صفحه : 138
في 17 رجب 1208هـ شباط 1793م وتوفي في بغداد في 5 ربيع الأول 1301 (4ك 1883) تخرج في وطنه على علمائه وأتقن العلوم المذهبية ثم تفرغ للآداب ولنظم الشعر فنبغ منه. فكان مواطنوه ينتابون مجلسه ويتجاذبون أطراف الأدب ويتناشدون الأشعار فلا يكاد أحد يبلغ شأوه. وقد اشتهر خصوصاً بالرصف والمدح وقد خلف ديوان في كل معاني الشعر لم يمثلا بالطبع حتى اليوم:
الحاج عمر الإنسي
ولما كانت مصر تفتخر بطهطاويها والعراق بأخرسها كانت بيروت تأنس بأنسيها الحاج عمر سليل أسرة شريفة اشتهر لقبها بالصقعان. ولد الإنسي سنة 1237 (1822م) في بيروت وأخذ العلوم عن الشيخين محمد الحوت وعبد الله خالد وقد قلدته الحكومة السنية عدة مناصب كنظارة النفوس في لبنان وعضوية مجلس إدارة بيروت ومديرية حيفاء ونيابة صور وبقاع العزيز تقلب فيها كلها وأظهر فيها دراية وعفة نفس وعلو همة. وكانت وفاته في وطنه سنة 1293 (1876م) . وقد وصفه من عرفه بحسن الشعر وأنس المحضر والصدق والاستقامة. وكان فصيح اللفظ طلق اللسان حسن النظم وله مصنفات منها ديوان شعره الموسوم بالمورد العذب طبع في بيروت سنة 1013 (1895م) بهمه نجله السيد عبد الرحمن. وقد كان بينه وبين الشيخ ناصيف اليازجي مكاتبات. ومما مدحه به الشيخ قوله من أبياتٍ:
وإذا أردتَ قصيدةً ... فيه لها عُمَراً وَنمْ
الشاعرُ العربي ذو ال ... غُرَر التي سبَت العجمْ
في المكرُمات لهُ يدٌ ... وإلى الصوابِ لهُ قدّمْ
ولهُ مناقبُ لا تُنا ... ل كأَنها َصْيدُ الحَرَمْ
وهذه نبذة من أقوال الحاج عمر. قال في التقى:
عليك بتقوى الله والصدق إنمَّا ... نجاةُ الفتى يا صاحٍ بالصدقِ والتُّقى
وقِسْ حالَ أبناء الزمان بضدهِ ... ترَ الفرق ما بين السعادةِ والشقا
وقال في الزهد:
رغبتُ عن الدنيا وزُخْرفِ أهلها ... وقلتُ لنفسي إنما العيشُ في الأخرى
فدَعنْي وزهدي في الحُطامِ فأنني ... أرى الزهدَ في الدنيا هو الراحةُ الكبرى
نام کتاب : تاريخ الآداب العربية في القرن التاسع عشر والربع الأول من القرن العشرين نویسنده : لويس شيخو جلد : 1 صفحه : 138