نام کتاب : تاريخ الآداب العربية في القرن التاسع عشر والربع الأول من القرن العشرين نویسنده : لويس شيخو جلد : 1 صفحه : 147
بحرٌ تدَّفق ماؤه ... لكنَّه عذبُ الورودْ
بقريحةٍ سالت على ... أرجائها سَيْلَ العهودْ
كم أنجبت نُخَباً لهُ ... فكأنّها الأمُّ الوَلودْ
أبداً توقَّدُ بالذكا ... ءِ فليس يعروها خمودْ
نشبت مخالبها المنَّي ... ةُ فيه وهو من الأسودْ
لا غروَ إن صعدَ السما ... بين الملائكة السجودْ
فبناتُ نعشٍ قد حمل ... ن سريرهُ لَمن الشهودْ
الحاج حسين بيهم
وفي آخر هذه الجبقة في صفر من سنة 1298 (23 ك2 1881) فقدت الآداب أحد أركانها في بيروت وهو الحاج حسين ابن السيد عمر بيهم كان والده عمر من أعيان المدينة وأدبائها رثاه الشيخ ناصيف اليازجي سنة وفاته 1276 (1859) بقصيدة مطلعها:
زُر تربةً في الحمى يا أبها المطرُ ... وقُلْ عليكَ سلامُ اللهِ يا عُمَرُ
ومنها:
في شخصهِ الدين والدنيا قد اجتمعا ... وذاك يندرُ أن تحظى بهِ البشرُ
ولد حسين ابنه سنة 1249 (1833) ونشأ حريصاً على تحصيل مسائل العلم وفنون الأدب فأخذ عن علماء ملته كالشيخ محمد الحوت والشيخ عبد الله خالد. وبعد أن تعاطى التجارة زمناً يسيراً انقطع إلى العلم ونال به شهرة ثم نظم الشعر فصارت له به ملكة راسخة بحيث كان يقوله ارتجالاً في المحافل ويخرجه على صور مبتكرة تطرب له الأسماع. وقد ولته الحكومة عدة مناصب كنظارة الخارجية ورئاسة الأحكام العدلية ثم أعيدت إليه الخارجية فقال في ذلك:
إنَّ الفؤَاد لهُ في الملك معرفةٌ ... فالخارجيَّةُ لم تترك نظارتَهُ
لذاك سلطانُنا المنصور ردَّ لهُ ... مع حسن أنظارهِ أَرّخْ بضاعَتَهُ
ولما وضع القانون الأساسي وفتح للمرة الأولى مجلس النواب انتخبه مواطنوه ليمثلهم فيه فحضر في الآستانة جلساته ثم عاد إلى وطنه واعتزل المأموريات وانقطع إلى الآداب. وكان حاضر الجواب ثاقب الرأي كريم الأخلاق على الهمة محبوباً عند
نام کتاب : تاريخ الآداب العربية في القرن التاسع عشر والربع الأول من القرن العشرين نویسنده : لويس شيخو جلد : 1 صفحه : 147