نام کتاب : تاريخ الآداب العربية في القرن التاسع عشر والربع الأول من القرن العشرين نویسنده : لويس شيخو جلد : 1 صفحه : 151
ذا باع في الإنشاء وله نظم حسن فمن ذلك قوله يمدح الوزير الكبير خير الدين باشا بقصيدة مطلعها:
آلاؤكَ الغرُّ أو إناؤك الغُررُ ... زها بها في الزمان الجيدُ والطُّرُرُ
ومنها:
الله ملجأنا إذ ليس يفجأنا ... شرُّ الخطوب وخيرُ الدين لي وَزَرُ
خَيْرٌ له همةٌ أعلى وأرفع من ... هامِ الثريَّا ومجدُ ليس ينحصرُ
وسيرة سرَّت الدنيا بشائرُها ... وضمَّخ الكونَ عَرفاً مسكها الذَّفِرُ
لا زال كهفاً لمن يأوي بساحتهِ ... في ظلّهِ تسعد الآمال والوطرُ
وكبةً وزراء الفضل أنجمُها ... تزهو بهِ وهو فيما بينهم قمرُ
وكان خير الدين المذكور وزيراً لباي تونس فاشتهر بحسن سياسته وتدبيره للأمور. وكان كاتباً بارعاً ألّف كتاباً دعاه أقوم المسالك في معرفة أحوال الممالك طبعه في حاضرة تونس سنة 1285. وهو أجود كتاب وضعه أحد الشرقيين في وصف الممالك الأوربية وتعريف أحوالها المدنية مع لمحة من تواريخها.
وعرف بذلك الوقت في المغرب وبلاد تونس من الأدباء الوزير أبو العباس أحمد ابن أبي ضياف والشيوخ أبو عبد الله محمد الباجي وأحمد كريم الحنفي وأبو النجاة سالم أبو حاجب وأبو عبد الله محمد العربي زورق ومحمد الصادق ثابت وأبو راشد يونس العروسي ومصطفى رضوان ومحمد بن الحسن التطواني وقد قرأنا لكلهم فصولاً في الأدب إلا أن أخبارهم منقطعة عنّا.
وممن لم نقف على أخبارهم ونالوا بعض الشهرة في الأدب في الطور الذي نحن بصدده السيد عبد الرحمان النحّاس نقيب الأشراف في بيروت نشر ديوان خطب إسلامية مسجعة قرظها الشعراء ومما قال فيها الشيخ إبراهيم الأحدب:
أنشا لنا الخطب التي ألفاظُها ... قد أعربت في السمع لَحْن مثاني
فِقَرٌ غدت حُلي المسامع مثلما ... أغنت فقير الفضل بالإحسانِ
أذِنت لآلئُ لفظها بولوجها ... في مسمع الآذان قبل أذانِ
وللسيد عبد الرحمان قصائد متفرقة منها قوله يمدح الشاعر مصباح البربير:
نام کتاب : تاريخ الآداب العربية في القرن التاسع عشر والربع الأول من القرن العشرين نویسنده : لويس شيخو جلد : 1 صفحه : 151