نام کتاب : تاريخ الآداب العربية في القرن التاسع عشر والربع الأول من القرن العشرين نویسنده : لويس شيخو جلد : 1 صفحه : 156
من قال أن الدهر ليس يعودُ ... هذا زمانٌ عادَ وهو جديدُ
قد عاد نابُلْيون بعد زوالهِ ... فكأنَّ ذلك يومهُ الموعودُ
لا تُفَقد الدنيا لفقد عزيزها ... ما دامَ يخلفُ مَيْتَها المولودُ
تتجدَّد الأشخاص فيها مثلما ... يُغْرَى القضيبُ فينبت الأملودُ
وله في مديح الملكة فيكتوريا لما جلست على عرش بريطانيا العظمى من قصيدة:
اليوم قامت فتاةُ الملك بارزةً ... وقام من قبلها أسلافُها الأوَلُ
فرعُ الأصول التي مرَّت وبهجتها ... أنَّ الثمار من الأغصان تُبدَلُ
في قلبها خاتَمُ التقوى وفي يدها ... من خاتم الملك ما يجري به المثَلُ
قد التقى الدينُ والدنيا بساحتها ... كما التقى الكُحل في الأجفانِ والكَحَلُ
وله قصائد أخرى في مدح الخديويين أصحاب مصر إبراهيم باشا وسعيد باشا وإسماعيل باشا. وكثيراً ما كان يجمع في هذه المدائح أنواع الجناسات والفنون البديعية الصعبة المرتقى الدالة على تذليله للمشكلات اللفظية والمعنوية لكن التعسف ظاهر في بعض هذه المنظومات التي وضعها لمعارضة قوم من شعراء القرون المتأخرة. ومن هذا القبيل بديعيته التي التزم فيها تسمية الجناس والنوع أولها:
عاج المتَّيمُ بالأطلال في العَلَمِ ... فأبرعَ الدمعُ في استهلالهِ العَرِمِ
ومن أحسن الشعر صاحب الترجمة مراثيه التي أوردنا منها أمثلة. وله من قصيدة يرثي بها الطيب الذكر البطريرك مكسيموس مظلوم:
ركنٌ هوى في دار مصرٍ أوشكت ... منهُ رُبى لبنان أن تتفطَّرا
ضجَّت به الإسكندرَّية هيبةً ... فكأنَّ فوق سريرهِ الاسكندرا
يا أيها الطَّود الذي عبث بهِ ... أيدي المنون فمال محلول العُرى
غدَرتْ بك الأيام مظلوماً كما ... تُدعى فألقَت في التراب الجوهرا
وله في رثاء صغير وأجاد:
استودعُ الله في طي الضريح فتىً ... كالغصن معتدلاً والبدر مكتملا
نام کتاب : تاريخ الآداب العربية في القرن التاسع عشر والربع الأول من القرن العشرين نویسنده : لويس شيخو جلد : 1 صفحه : 156