نام کتاب : تاريخ الآداب العربية في القرن التاسع عشر والربع الأول من القرن العشرين نویسنده : لويس شيخو جلد : 1 صفحه : 249
وسواك يبغي المجد لكن جدُهُ ... هيهات مثلك يا ذُرى الفضلاء
حسبٌ وفضلٌ قد جمعت كليهما ... مع رقَّة ومكارمٍ وسناء
أوليتني الإحسانَ بالتوديع في ... مصرٍ بخير قصيدة غرَّاء
فيها الحنينُ إلى المواطن والحما ... وإلى الأفاضل من بني الشهباء
فلثمتها وتلوتها ونشرتها ... وحسبتها من أوجه النعماء
ومنها:
أنت الملاذْ لآل قُدْس وأنْ ... ت الفخرُ للأوطانِ يا مولائي
لم تنس شيمتك الكريمة دائماً ... بالحلَ والترحال دون وفاء
فلتفتخر حلبٌ بعبد القادر م ... القُدسي على الأقطار والأنحاء
وختمها بقوله:
خذها لردّ صدى الوداد على الندى ... من ذي وفاء ودُهُ بصفاءٍ
وأصفَحْ بفضلك عن قصوري إنني ... في كنفِ عفوك قد وجدتْ حمائي
وزاد على من سبق ذكرهم شهرة السيد (اقليميس يوسف داود) ولد في الموصل من أسرة كلدانية في 23 تشرين الثاني سنة 1829 وبعد أن درس فيها مدة في مدرسة الآباء الدومنيكيين ثم في مدرسة الآباء اليسوعيين في غزير أتم دروسه في رومية وحاز السبق على أقرانه في العلوم الدينية والدنيوية ثم انضوى إلى الطائفة السريانية وعاد إلى وطنه وعلم عدة سنين في مدرسة الآباء الدومنيكيين فتخرج عليه كثيرون عرفوا بآدابهم ومنشآتهم ووكل المرسلون إليه نظارة مطبعتهم وإصلاح منشوراتها فقام بالأمر أحسن قيام واهتم بطبع تآليف جمّة لا تزال واسطة قلادتها. وقد اهتم بالأعمال الرسوليَّة اهتمام العبد الصالح فخدم النفوس بالمواعظ والكتابة والتأليف وإنشاء المدارس إلى أن عهد إليه الكرسي الرسولي تدبير أبرشية دمشق فلبَّى دعوته مرغوماً. وآثاره العديدة في الفيحاء لا تزال تنطق بفضله وهناك أقيم له نصف تمثال من الرخام في الدار الأسقفية التي زانها بفضائله وعلومه من السنة 1878 إلى تاريخ وفاته في 4 آب 1890. وقد استوفى جناب الفيكنت فيليب نصر الله طرَّازي ذكر أعماله في كتابه القلادة النفيسة في فقيد العلم والكنيسة الذي طبعه في
نام کتاب : تاريخ الآداب العربية في القرن التاسع عشر والربع الأول من القرن العشرين نویسنده : لويس شيخو جلد : 1 صفحه : 249