نام کتاب : تاريخ الآداب العربية في القرن التاسع عشر والربع الأول من القرن العشرين نویسنده : لويس شيخو جلد : 1 صفحه : 281
ونصبتَ يا داودُ أحكاماً بها ... ظهر اليقينُ وزالتِ الأوهامُ
فينا لك الذكرُ الجميل مخلَّداً ... هو في الحديث بداءةٌ وختامُ
وقال مهنئاً أحد الرهبان اليسوعيين في عيده فافتتح كلامه بهذه الأبيات:
المرءُ يُعْرفُ في جميل خصالهِ ... ويعزُّ عند مقالهِ وفعالهِ
والشهمُ من نال العُلى في جدّهِ ... حتى غدا الراقون دون منالهِ
ويشيد صرحَ الخير في طلب العُلى ... كي يدرك الأفلاك في أعمالهِ
فيرى اتقاء الله خيراً يرتجى ... يوماً ويشفي قلبهُ بزُلالهِ
ويميل من كل الأنام تعفُّفاً ... ويرى بحب الله راحة بالهِ
ولد قصائد في أماثل الرجال وكبار الأمراء الذين قدموا بيروت ومدح إمبراطور النسما ووليي عهد ألمانية وإنكلترة وسمو الخديوي إسماعيل باشا فاستحق بذلك بعض الامتيازات الشرفية لكنه توفي خاملاً السنة 1895.
سليم جدي
وفي السنة 1895 عينها انتقل في ربيع عمره شاب أديب قصفته المنون غصناً يافعاً نريد به سليم بن نصر الله جدي من أسرة جدي المعروفة بفضلها في بيروت. كان مولده نحو السنة 1870 وتخرج في الآداب والعلوم في كليتنا. وقد عرفناه حق المعرفة إذ كنا ندرسه العربية وكان في مدرستنا مع المرحوم نجيب حبيقه صاحب الفارس الأسود فعهدناهما طالبين يتلهبان شوقا إلى خدمة الأوطان فيجريان مذ ذاك في ميدان الآداب كخيل الرهان ولكليهما مآثر نثرية وشعرية لدينا منها أشياء متفرقة والبعض منها قد نشر بالطبع كعدة قصائد وروايات. وكأن دار الآخرة حسدت الوطن على فضلهما فأشربتهما كأس المنون المرّة عاجلاً. إلا أن نجيباً عاش بعد قرينه عشر سنوات وسيأتي ذكره مع أدباء القرن العشرين. ولسليم جدي رثاء في الشيخ خليل اليازجي صح فيه فكأنه سبق ورثى نفسه بقوله:
لك بين الأنام ديوانُ شعرٍ ... بمعانيهِ حرَّك الجلمودا
تلك بانت العصر مبتكراتٍ ... ومن المجد ألبستك برودا
لو درى الموت أن ذلك درٌ ... المعاني نظمتَ منه عقودا
ما أصابت سهامه لك قلباً ... كان قبل اللسان ينشي القصيدا
نام کتاب : تاريخ الآداب العربية في القرن التاسع عشر والربع الأول من القرن العشرين نویسنده : لويس شيخو جلد : 1 صفحه : 281