نام کتاب : تاريخ الآداب العربية في القرن التاسع عشر والربع الأول من القرن العشرين نویسنده : لويس شيخو جلد : 1 صفحه : 320
ذلك اللسان المصطلح عليه شيئاً قليلاً لأصبح عرضةً للتهكم عليه الاستهزاء به بين العمال فيعمد إلى التوبة من الذنب ... ويأخذ بلسانهم فيأمن من مكرهم ...
(ومن سوء الحظ لم تلتفت الجرائد السيارة إلى إتقان صناعة التحرير ولم تعمل لهذا المقصد النبيل ولم ير أربابها أن يتعبوا أنفسهم ويكدوا خواطرهم للتفنن في بلاغة القول وفصاحة التعبير وانتقاء الألفاظ وتنويع التركيب وتجديد الأسلوب وما شابه ذلك من محاسن هذه الصناعة التي تتوق للنفس وتطرب إليها القلوب ... فينبغ النوابغ من الفصحاء والبلغاء ويكثر بيننا عديد الكتاب والأدباء ... وفاتهم أن الواجب على الكتاب المجيدين الذين يضعون أنفسهم أمام القارئ في الهادي والمرشد ومقام المربّي والمعلم أن يرتفعوا بذهن القارئ إلى درجة أذهانهم لا أنهم ينزلون بأفكارهم إلى درجة أفكاره ... ) ومن فصوله الحسنة ذكره في كتابه (ما هنالك) (ص130 - 132) لموكب السلطان عبد الحميد في الأستانة يوم الجمعة (السلاملك) تلك حفلة حضناها مرّة فأحسن المويلحي بوصفها قال:
(وإذا صدرت الإدارة السنيَّة بتعيين مسجد صلاته اجتمعت العساكر في ساحة المسجد أمام الباب السراي واصطفت صفوفاً مضاعفة بعضها وراء بعض. وفي هذه الأثناء تتسابق مركبات المشيرين والوزراء والمشائخ والأجانب من السفراء وغيرهم فيجلس السفراء ومن كان معهم من علية قومهم الوافدين على الأستانة في قاعة الجيب الهمايوني المطلة على تلك الساحة التي لا يسمع السامع فيها قيلاً ولا صهيلاً إلا صليل الأسياف وترديد الأنفاس هيبة وإجلالاً وانتظاراً واستقبالاً لإشراق نور الحضرة السلطانية فإذا حان وقت الصلاة أشرقت المركبة السلطانية المذهبة كالشمس ضياءً من مطلع السراي تحمل الإمام نائب الرسول - صلى الله عليه وسلم - ويجلس أمامه الغازي عثمان باشا. والمشيرون وكبار رجال المابين حافون من حول المركبة مشاةٌ خشع الأبصار ترهقهم ذلة من جلال تلك الإمامية وهم في غير هذه الساعة أكاسرة الزمان وقياصرة الرومان كبراً وجبروتاً وكلهم في أمواج الملابس الذهبية يسبحون وعلى صدورهم نياشين الجوهر تخطف الأبصار وتأخذ الألباب حتى أن الناظر ليكاد يوالي الحمد لله تباعاً على ما منحه للدولة من عديد الرجال الصادقين في خدمة الملَّة بشهادة الكلمات الناطقة فوق النياشين ... فإذا اختلف المكتوب على الصدر عن المكنون في القلب كانت كبائعٍ يغش الناس بوضعه على زجاجة الخل عنوان ماء الورد ... ثم تسير المركبة بالعز والإجلال والسعادة والإقبال تحسدها الكواكب وتحفظها المواكب.. ثم يصعد السلطان إلى المكان المخصص لصلاته فيصلي فيه وحده وصفوف العساكر العثمانية واقفون في تلك الساحة ينتظرون تشريف جلالته للسراي بعد تأدية الصلاة..) ومن أدباء المسلمين أيضاً المتوفين في أوائل القرن العشرين بعض الذين تركوا آثاراً
نام کتاب : تاريخ الآداب العربية في القرن التاسع عشر والربع الأول من القرن العشرين نویسنده : لويس شيخو جلد : 1 صفحه : 320