نام کتاب : تاريخ الآداب العربية في القرن التاسع عشر والربع الأول من القرن العشرين نویسنده : لويس شيخو جلد : 1 صفحه : 359
أعيانها (الشيخ محمد كامل الرافعي) . أخذ العلوم الدينية والأدبية عن علماء طرابلس ثم قصد مصر ودرس في الأزهر. ولما عاد إلى وطنه تولى فيه تدريس مواطنيه وتخصص بعلوم الدين الإسلامي. ومن مآثره الأدبية شرحه لديوان أخيه الشاعر الكبير مصطفى صادق الرافعي في ثلاثة أجزاء طبع في مصر. وكان الشيخ محمد يعيش عيشة الزهد لا يحفل بمعاشرة الكبار والذوات ويفضل العزلة حتى أنه أوصد باب داره على زائره متصرف طرابلس التركي فلم يقبله في بيته.
وفي أوائل السنة 1918 قبل نهاية الحرب الكونية بأشهر علمنا بالأسف وفاة أحد شيوخ دمشق الأفاضل (الشيخ عبد الرزاق البيطار) المولود سنة 1837. وكنا اجتمعنا به غير مرة وعرفنا فضله الكبير وسعة معارفه وطول باعه في التاريخ والموسيقى وفنون الأدب. خلف آثاراً حسنة في الموضات الدينية والصوفية والتاريخية. له كتاب نفيس دعاه حلية البشر في تاريخ القرن الثالث عشر. وقد أدت بالشيخ معارفه إلا أنه تحرر من قيود التقييد ونبذ كثيراً مما كشفت له العلوم الحديثة بطلانه.
وتبعه بعد قليل إلى القبر في ذات السنة أديب من أهل بيروت المسلمين (بشير رمضان) صاحب مجلة الكوثر أنشأها بعد الإعلان بالدستور سنة 1909 وأودعها عدة فصول ومقالات حسنة. قد حرر مدة في مطبعة الولاية ومن آثاره منتخبات شعرية وقصائد من نظمه.
أدباء المسلمين في العراق والهند
أجاب إلى دعوة ربه في هذه الحقبة الثانية رجل من أدباء العراق نعته ناشر ديوانه (بأشعر شعراء الشرق أمس وأكبر علماء اليوم) نعني به السيد (محمد سعيد حبوبي الحسني) أحد علماء الشيعة. كان مولده في النجف ونشأ بين أسرته في بلاد نجد ثم عاد إلى وطنه وتعاطى الكتابة ونظم الشعر فعُّد من زعماء النهضة الأدبية في العراق ومات في الناصرية قرب النجف بعد أن دعا مواطنيه إلى الدفاع عن الوطن بالجهاد في 2 شعبان 1333 (أيار 1916م) . وشعره فطري رقيق يجمع بين السهولة والمتانة. وله موشحات بديعة جارى فيها موشحات الأندلسيين. وقد طبع ديوانه في
نام کتاب : تاريخ الآداب العربية في القرن التاسع عشر والربع الأول من القرن العشرين نویسنده : لويس شيخو جلد : 1 صفحه : 359