نام کتاب : تاريخ الآداب العربية في القرن التاسع عشر والربع الأول من القرن العشرين نویسنده : لويس شيخو جلد : 1 صفحه : 374
جريدة لسان العرب اليوميَّة ثم تولى إنشاء مجلاَّت وجرائد غيرها كأنيس الجليس والسلام والجامعة العثمانية والبصير إلى أن أصيب بداء الكبد فعاد إلى بيروت يطلب الشفاء فثقلت عليه وطأة الداء حتى ذهبت بحياته. وللشيخ أمين مقالات أدبية في الضياء ومجلاَّت أخرى. وكان شاعراً مجيداً فجمع شعره وطبع في الإسكندريَّة. ومن ظريف قوله في خزان أسوان:
وما أنْتَ خزَّانُ المياهِ وَطَمِيْها ... وإبليزِها بل خازن الدرِّ والتبرِ
تدفقتَ بالخيرات من كل جانبٍ ... وجمَّعتَ أقطار المنافع في قطرِ
وقال يقابل بين أمانة الكلب وغدر كثيرين من الناس.
نرى الكلب ما أن عضّ أذنْ نظيرهِ ... ونحن نَهَشْنا بعضَنا نُظراءَ
ويا عجباً للكلب زاد مودّة ... على حين زاد العالمون جَفاءَ
أقام مع الإنسان منذ نُشُوئِه ... يرافقهُ أنَّى مضى وتناءَى
تعلم منا كل شيء مطاوعاً ... سوى الغدر يعصيهِ تُقىً وإباءَ
إذا ما رآنا خائنين وفى وإن ... رآنا نزيدُ الغدرَ زادَ ولاءَ
وقد اشتهر قبل الشيخ أمين أبوهُ (الشيخ سليمان الحداد) وأخوه (الشيخ نجيب) فنلحقهما بالشيخ أمين. فالشيخ سليمان هو ابن نجم الحداد ولد في كفر شيما وهاجر إلى مصر فتعاطى فيها التجارة وكان شاعراً محسناً طبع ديوان شعره (قلادة العصر) سنة 1891 في الإسكندرية. فمن قوله رثاؤه للبرنس نابليون ابن نابليون الثالث الذي قتل في محاربة الزولوس مع الإنكليز:
الدمعُ بعدك في العيون قليلُ ... إذ أنفقوهُ عليك وهو يسيلُ
لا يدعَ أن يبكيك شعبٌ ماجدٌ ... فيه لنابلْيونَ أنتَ سليلُ
يا تارك المجد الاثيل بأمَّةٍ ... في حالِ يُتْمٍ يعتريه ذُبولُ
لك مأتمٌ كلُّ البسيطة دارُهُ ... تبكي بهِ وفؤادُها متبولُ
تبكيك كل العالمين كأنما ... لك كلُّ شعبٍ في الأنامِ خليلُ
طعنوا وما علموا بأنَّ طعينهم ... عينُ الزمانِ وهم لديهِ نزولُ
يبقى بلُندن ذكرُ مجدك خالداً ... أبداً ومن باريسَ ليس يزولُ
ولم نقف على تاريخ وفاة الشيخ سليمان ولعلَّه تخلَّف عن وفاة والديه.
أما (الشيخ نجيب) فانَّه أصاب بنثره وشعره فخراً بلغ به مبلغ الأدباء اليازجيين. ولد في بيروت سنة 1867 وهاجر إلى مصر مع أهله سنة 1873 فتعلم هناك في مدرسة الفرير ثم عاد إلى بيروت فتخرج على خاليه الشيخين إبراهيم وخليل
نام کتاب : تاريخ الآداب العربية في القرن التاسع عشر والربع الأول من القرن العشرين نویسنده : لويس شيخو جلد : 1 صفحه : 374