نام کتاب : تاريخ الآداب العربية في القرن التاسع عشر والربع الأول من القرن العشرين نویسنده : لويس شيخو جلد : 1 صفحه : 393
العرب من آثار البابليين الأقدمين (1859) ونشر ما ورد في الأعلاق النفيسة لأبن دوسته عن الروسيين والصقالبة وشعوب البلقان وترجمها إلى الروسية
استدراك
فاتنا أن نذكر بين المتوفين من نصارى الشام في هذه الحقبة الثانية بعض الأدباء المعدودين فها نحن نخص بهم الأسطر الآتية: توفى قبل الحرب الكونية في 27 شباط 1912 في دار مطرانية الروم الأرثوذكس في زحلة الأستاذ الدمشقي (جرجس مرقس) رحل إلى روسية فحل في عاصمتها موسكو ضيفاً كريماً. فعرفت الدولة فضله وانتدبته إلى تعليم اللغات الشرقية في جامعتها فلبَّى طلبتها وأصاب هناك سمعة طيبة وثبت في منصبه 25 سنة ونشر في مجلات روسيَّة مقالات عديدة في الأمور الكنائسية الشرقية وخدم الكنيسة الأورثذكسيَّة بمعاكسة أخوية القبر المقدس اليونانية وكان ساعياً في نشر رحلة البطريرك مكاريوس زعيم الحلبي إلى روسية. وقد أثابته الدولة الروسية بمنحه رتبة جنرال مع عدة أوسمة شرفيَّة وفي الشهر التابع لدخول تركيا في الحرب في 27 ك1 سنة 1914 فقد الوطن أحد رجاله المعدودين (تامر بك ملاط) ولد سنة 1856 في بعبدا وتلقى العلوم في مدرسة مار عيدا هرهريا الأكليريكية فأتقن علومها الدينية والأدبية حتى اللاهوت استعداداً لقبول الدرجة الكهنوتية وتعلم اللغة السريانية فبرع فيها. ثم عدل عن الكهنوت إلى التعليم في مدارس لبنان وبعد مدة انتظم في سلك أساتذة مدرسة الحكمة في بيروت وعكف على دراسة الفقه فانتدبته الحكومة اللبنانية إلى خدمتها فخدمها في عدة وظائف في محاكم كسروان وزحلة والشوف في عهد متصرفي لبنان واصا باشا ونعوم ومظفر إلى أن اعتزل الأشغال وأصيب بمرض طويل انتهى بوفاته. وكان تامر بك كاتباً مجيداً وشاعراً مطبوعاً نشر شقيقه شلبي بك ديوانه سنة 1925 فقدَّمه على ديوانه الخاص. وفيه عدة قصائد تشهد له بجودة القريحة. وقد استحسنا له قوله في الزهد:
نام کتاب : تاريخ الآداب العربية في القرن التاسع عشر والربع الأول من القرن العشرين نویسنده : لويس شيخو جلد : 1 صفحه : 393